في لِقاءٍ أَظُنُّ كانَ الأخيرَا ... أقبلَ الشّوقُ قادِمًا مُسْتَعيرَا
وجهَكِ الزّاهي على أعطافِ سِحْرٍ ... خِلْتُني في لحظةٍ أحيا أميرَا
فرحةٌ بالقلبِ فاضتْ بانشراحٍ ... أشْبَعَتْ روحي وأغْنَتْني كثيرَا
أمْطَرَتْ سَعْدًا رخيمًا لم يُفارِقْ ... روحَ قلبي لم أكُنْ ذاك الخبيرَا
في شؤونِ العشقِ لكنّي نَسِيْتُ ... أنّني قد عِشْتُ في يومٍ فقيرَا
فالغِنى في وَجنةِ الخدّينِ بادٍ ... والهَنا مِنْ بحرِ عينَيْكَ اسْتُعِيرَا
قلتُ يا قلبي أراكَ اليومَ حُرًّا ... كِدْتَ في جوِّ الأماني أنْ تَطيرَا
لم يَغِبْ عنّي شعورٌ منذُ ذاكَ ... الحينِ والأحوالُ لم تَشْهَدْ سُرورَا
في لِقاءٍ لم يَكُنْ وقتٌ لدينا ... شِئتُ أنْ يمضي طويلًا لا قَصيْرَا
لحظةُ اللذاتِ ما جاءتْ خُمُولًا ... عَوَّضَتْ في مَدِّها سالَتْ بُحورَا
أيقنَ التّاريخُ أنّ العِشْقَ ماضٍ ... لانتصارٍ يكتبُ الحرفَ الجديرَا
بِاحترامٍ كي يُوازيهِ انتصارٌ ... هكذا أدرَكْتُهُ في ما أُثيرَا
حولَهُ مِنْ شائعاتٍ لم تَزِدْهُ ... غيرَ إصرارٍ وإيمانًا كبيرَا
هلْ لنا يومًا لقاءٌ بعدَ هذا؟ ... كم سألتُ القلبَ والوجدَ المُغيرَا
إنّهُ أحيا شعوري دونَ شكٍّ ... زادني عِشقًا وأغراني حضورَا.