عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 21-02-2008, 09:01 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,945
افتراضي اسمعْ لقولي و انتبهْ. شعر: فؤاد زاديكه

زار أبو العلاء المعرّي ذات يوم مدينة اللاذقية و كان فيها دير للرهبان حسن يدعى (دير الفاروس) كان محجّ أهل العلم و طالبي المعرفة و كان أن زاره أبو العلاء المعرّي و استفاد مما كان فيه من مراجع و التقى بالرهبان الذين أبدوا له احتراما لائقا ترك لديه انطباعاً حسناً جداً, كما أنه استمع و هو في الدير إلى ما كان يقال من علوم الفلاسفة و الحكماء الأوائل فتأثر بتلك الأفكار و غيّرت مجرى حياته لغاية أن البعض اتهمه بالكفر و الإلحاد. و كان لدى زيارته هذه أن أنشد هذه الأبيات الشعرية الثلاثة:

في اللاذقيّة ضجّةٌ ما بين أحمدَ و المسيحْ
هذا بناقوسٍ يدقّ و ذا بمئذنةٍ تصيحْ
كلٌّ يعظّمُ دينَه يا ليت عمري ما الصّحيحْ؟

و قد أعجبتني هذه الأبيات و كنت قرأتها و أنا في المرحلة الإعدادية و كنا نستذكر بعض الشعر الغريب و المحظور و الفريد مع مجموعة من عشاق الشعر و الأدب من الأصحاب و خاصة في دار المعلمين في الحسكة. و اليوم شئت أن أنظم بعض الأبيات على نفس الوزن و القافية و بنفس الغرض الشعري أرجو أن تنال إعجاب إخوتنا و أحبتنا عشاق الأدب و متذوّقي الشعر الجميل.

اسمعْ لقولي و انتبهْ

اسمعْ لقولي و انتبهْ, فالمعنى من قولي فصيحْ

في اللاذقيّةِ لم تكنْ يوماً لأتباعِ المسيحْ

أطماعُ دنيا, ضجّةٌ بل قدّموا الفهمَ الصّحيحْ

و استهجنوا أخطاءكمْ. زادوا من الفعلِ المليحْ

لو أقرعوا ناقوسَهم, دعوى صلاةٍ لا تُريحْ

فيما المآذنُ كلُّها أصواتُ جرذانٍ تصيحْ؟

تدعو لعنفٍ فاضحٍ, حقدٍ و تأجيجٍ كسيحْ!

"كلٌّ يعظّمُ دينَهُ" بعضٌ بقتلٍ أو ذبيحْ

بعضٌ بسلمٍ هادئٍ فيه المحبّةُ تستريحْ.

مَنْ ذا يورّدُ ضجّةً كي يفتكَ السّيفُ القبيحْ؟

مّنْ ذا يكفّرُ غيرَهُ يدعو إلى فتوى تُبيحْ؟

في اللاّذقيّةِ لم يكنْ ديرٌ سوى عطراً يفوحْ

هل ذا أضرَّ (محمّداً) أو شعبَهُ حتّى يصيحْ؟

جهلٌ و حقدٌ غارقٌ يسعى انتقاماً يستبيحْ!
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس