أخطاءُ النَّصِّ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى
أرَى أخطاءَ نَصٍّ بعدَ حِينٍ ... و هذا مِنْ دَوَاعِي اِلتِبَاسِ
أقولُ: النُصُّ خَالٍ مِنْ عُيُوبٍ ... و بالتَّدقيقِ اسْتَجلِي مَآسِي
أُعِيدُ النَّصَّ لا اسْتِعجالَ مِنِّي ... بِذَا أحظَى بِفَوزٍ في حَمَاسِ
أرَى العيبَ الذي يَبدُو جَلِيًّا ... لأنِّي مُشْرِكٌ كُلَّ الحَوَاسِ
فَمِنْ مَرأًى إلى تَشْغِيلِ فِكرٍ ... إلى عِلمٍ بهِ مَبْنَى أسَاسِ
كثيرًا ما يُظَنُّ النّصُّ خالٍ ... مِنَ الأخطاءِ مِنْ دُونِ المَسَاسِ
بِهِ لكنَّ هذا ما صحيحٌ ... إذِ الأغلاطُ تبدُو في تَمَاسِي
طَبيعِيٌّ فما المعصُومُ قَطعًا ... مِنَ الاغلاطِ إذْ كُلٌّ يُقَاسِي
أرَى الإسراعَ في نَشْرٍ مُضِرًّا ... قُبَيلَ الفَحْصِ يأتي بِانْتِكَاسِ
ولكنْ بالتّأنِّي و التَّوَانِي ... تَرَى المَنتُوجَ مِنْ طِيبِ الغِرَاسِ
هُوَ التَّشبيهُ يَحلُو في مَجَازٍ ... طِبَاقٌ في مُلاقَاةِ الجِنَاسِ
يُزالُ السَّهْوُ عنْ نَصٍّ فيَبدُو ... كَعَينٍ قد صَحَتْ بَعْدَ النُّعَاسِ
إذِ المُخْضَرُّ مِنْهُ في عَطَاءٍ ... بَعِيدًا عَنْ جَفَافٍ أو يَبَاسِ
أرى التَّدقيقَ قبلَ النَّشرِ يَحلُو ... سَبِيلًا مانِعًا أيَّ التِبَاسِ
يكُونُ العَفْوُ في مَنْحَى قَرَارٍ ... طريقَ الطَّعْنِ قَصْدًا لِالْتِمَاسِ.