الِاختلافُ و الخِلافُ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى
ليسَ مَقبُولًا إذا لم نَنْشَغِلْ ... بالذي يَجري بهذا العَالَمِ
ليسَ معقُولًا بَتاتًا, مُطلَقًا ... كُنْ بِهذا في سُلُوكِ العَالِمِ
إنّ ما يَجري فَظيعٌ بَعضُهُ ... حُكْمُ أطاعٍ و ظُلمُ الحَاكِمِ
باتَتِ الأحوالُ في سُوءٍ لها ... لا تَعِشْ أحلامَ شَخصٍ وَاهِمِ
خوفُنا يَشْتَدُّ فينا فاتِكًا ... أصبَحَتْ ألوانُنا في قَاتِمِ
لم يَعُدْ لِلنّاسِ أمْنٌ يا أخِي ... ليسَ مِنْ دَربٍ سليمٍ سَالِمِ
أصبحَ الإنسانُ وحشًا كاسِرًا ... في مَرامِي حِقدِهِ كالظّالِمِ
اِختِلافُ النّاسِ في آرائِهِمْ ... أجّجَ النِّيرانَ صَوبَ الحَاسِمِ
في خِلافاتٍ تَعَدَّتْ حَدَّهَا ... فَرَّقَتْهُمْ في سُلُوكٍ صَارِمِ
إنّها أدّتْ, تُؤدّي دائِمًا ... دَورَ تَخْرِيبٍ بِفِعْلٍ هَادِمِ
اِضْطِراباتٌ و حَرقٌ أهْوَجٌ ... وانتِقامٌ مُفْزِعٌ في نَاقِمِ
ليسَ مَعقُولًا بِحالٍ ما نَرَى ... ما شُعُورٌ ناطِقٌ بالنَّادِمِ
إنّهُ الإصرارُ لا وَعيٌ بِهِ ... خَوفُنَا مِمَّا بِآتٍ قَادِمِ.