أغنّي
أغنّي كي أُريحَ النفسّ عمّي
و أنجو من أذى غمٍّ و همِّ
أغنّي عاشقاً شعراً جميلاً
و أنثى السّحر من أحلامِ يومي
تسوقُ الحرفَ إرهاصاتِ وجدي
تغذّتْ مِن هوى فهمي و حلمي
فما مِنْ قارئٍ شعري و فكري
و ما مِنْ راكبٍ أمواجَ يمّي
يُنافي قولةً للحقّ صاغتْ
بياني أدركتْ أغراضَ علمي!
أغنّي فالحياةُ اليومَ فيها
مِنَ الأحزانِ و استعداءِ ظلمِ
أغنّي كي يحسَّ المرءُ سعداً
و يدري أنّ في أعماقِ حكمي
صواباً يلتقي بالخيرِ فيهِ
و وصفاً شاعراً مِن دونِ وهمِ
يجدُّ الجدَّ بأسي لا يخورُ
و صوتي مُطرقٌ آذانَ عِلمِ
و منّي العذبُ يجري في لساني
طليقاً مُحْكَماً يشدو لسلمِ!
أغنّي كي حياة الناس ترقى
بأشعاري غنائي روحِ نظمي
هو الإيمانُ بالإنسانِ يعلو
رجاءً ينأى عنْ حقدٍ و إثمِ
ففي عصري كثيرٌ مِنْ رزايا
و مِنْ شرٍّ و مِنْ إغرابِ نجمِ
أتاه الخيرُ إشراقاً عظيماً
فساء الشرَّ أن يبقى كنجمِ.
أغنّي كي يعيشَ السلمُ فينا
و نسعى لانفراجاتٍ و ضمِّ
أغنّي كي يزولَ الهمُّ عنّا
ليبقى الناسُ عنْ منأىً لسأمِ
فذا شأنُ الذينَ القلبُ منهم
رحيمٌ صادقٌ مِنْ دون لؤمِ
يُغذّي تربةَ الإنسانِ فكراً
يرى الإنسانَ خلاًّ لا كخصمِ!