أيُّها العرب و المسلمون
شعر: فؤاد زاديكه
هلاّ سألتم عنِ الأسبابِ يا عَرَبُ
يا مُسلمونَ؟ فحالٌ منكمُ خَرِبُ
هلاّ أدرتُمْ مفاتيحاً _ و قد صدأت_
للعقلِ تُدركُ ما الأسبابُ؟ ما يجِبُ
_اليومَ _ فِعْلُهُ بل فوراً على عجَلٍ
إذْ طافَ كَيلٌ عنِ المسموحِ يَنْسَكِبُ؟
العقلُ يرزحُ تحتَ الخوفِ مُنكَفِئاً
و الجهدُ يُبذَلُ في نحوٍ بهِ العجَبُ
مالُ الأعاربِ لا تُحصى مصادرُهُ
نفطٌ و حَجٌّ بإيراداتِهِ ذَهَبُ
بعضٌ يُسَخَّرُ في إنماءِ واقعهم
و البعضُ يُنهَبُ و الحكّامُ مَنْ نهبوا
و البعضُ يُنْفَقُ للجنسِ الذي عَشِقوا
فالمالُ يُمطِرُ مجّاناً و لا تَعَبُ
حالُ الأعاربِ بؤسٌ واقعٌ مَرَضٌ
فَقْرٌ تأصّلَ لا يرتادُهُ غَلَبُ
و الجهلُ يرفعُ راياتٍ بقامتِهِ
و الدّينُ يقمعُ بالسّيفِ الذي ضرَبوا
إنّ الوقائعَ و الأحداثَ شاهدةٌ
ترمي بِحملِها و الآجالُ تقتَرِبُ
إنْ هم أضلّوا شُهوداً عاينوا حَدثاً
أو أنكروا الداءَ باستكبارِهمْ كَذِبُوا
فالكلُّ يعلمُ ماضيهم و حاضرَهم
هم مِنْ منابعِ أحقادٍ لهم شَرِبوا
غزوٌ تواصلَ عدواناً، مذاهبُهم
كُلٌّ يُكَفّرُ مَنْ للغيرِ يعْتَرِبُ
هم لا يعقلونَ ففي تكفيرِهم أرَبٌ
ليسوا مِنَ الدّينِ في أمرٍ، و هم سَببُ
حَزُّ الرّقابِ هُوَ المشهودُ مِنْ زَمَنٍ
عادتْ شواهِدُ ماضيهِ كمنْ يَثِبُ
طَمسُ الحقائقِ و التخوينُ علّتُهم
شعبٌ تفنّنَ بالتضليلِ ينتخِبُ
ما في هواهُ يرى الأشياءَ مُرتَغَبَاً
فيهِ اشتهاءُ الأذى و الموتُ يقتربُ
هَلاّ سألتُمْ؟ و هلْ مِنْ فالِحٍ يجدُ
بعضَ الصلاحِ لما الإصلاحُ يرتَغِبُ؟
إنّ الفسادَ الذي استشرى بواقعكم
جاء اتّحاداً بكم لا فَصلَ يُرْتَقَبُ
قُولوا الحقيقةَ أنتم أمةٌ تركتْ
فعلَ المكارمِ و التَحريمُ مُكتَسَبُ
فعلُ المكارمِ علمٌ يُعلي منزلةً
لا ذرَّ قَولٍ على أهوائهِ لَعِبُ
قُلْ للحقيقةِ يا هذا بأنّ لكم
في بؤرةِ الجهلِ ما للجهلِ ينتسِبُ.