عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 24-04-2008, 06:36 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,908
افتراضي تهزُّ الخَلْفَ. شعر: فؤاد زاديكه

تهزُّ الخَلْفَ

التقيتُ اليوم في طريق عملي بفتاة
تسير بغرور و عنجهية كبيرة و هي تهزّ مؤخرتها غنجاً
و إغراء متعمّدا للفت الانتباه إليها.
و حين دنوت منها و نظرت إلى وجهها ساءني
منظر ذلك الوجه الذميم بجحوظ العينين فيه,
كما ساءني منظر انتفاخ كرشها مع قصر في القامة,
فاستغربت و استكثرت عليها هذا الغنج الذي
لم يكن يناسب بشاعة وجهها و عدم حسن قوامها
فنظمت فيها على الفور هذا الشعر

تهزُّ الخَلْفَ لا أدري
لماذا كلّما تَمشي

ومنها الخَلْفُ منفوخٌ
كنفْخِ الرزِّ في المحشي

أردتُ أنْ أداريها
و هذا السرّ لا أفشي.

نظرتُ الوجهَ, شاهدتُ
نُدوباً منه في نَقْشِ

كأنّ الدهرَ واساهُ
بضربِ الفأسِ و الرّفْشِ

و عيناها بدا فيها
جُحوظُ الغيظِ في نَخْشِ

محيطُ مِنها كالزرِّ
صغيرٌ يبدو مِنْ بُخْشِ

فلا تبدي ابتساماتٍ.
بلا هَشٍّ و لا بَشِّ.

و بَطنٌ منها عَرَّتْهُ
فبانتْ كتلةُ الكِرْشِ

جفافٌ جاء بشرَتَها
كأنّ الِحسَّ كالقشِّ

يعاني أزمةً كبرى
و لفظٌ منها في رَشِّ.

تساءلتُ لِمَ تأتي
بريشٍ منها في نَفْشِ؟

علامَ فيها مغرورٌ
بهذا النَّفْش و النَّبْشِ؟

أراها بالةَ* الحسنِ
و بعضَ الرَّثِّ منْ عَفْشِ

لماذا تنفشُ الشعرَ
و يعلو الأنفُ للعرشِ؟

تمنّيتُ لها موتاً
لكي ترتاحَ في نعْشِ

جفاها الحسنُ و اللّينُ
تعيشُ العمرَ في دَفْشِ

تمنّى القلبُ لو أنّي
قلعتُ عيني في هَبشِ

فلا أدري لها أصلا
أَبِنْتُ الكلبِ أم جَحْشِ؟

تحاشيتُ ملاقاةً
لها إذ تبدو كالوحْشِ!
+

* بالة: ثياب مستعملة قديمة توضع في أكياس كبيرة
و يتم إرسالها إلى الدول الفقيرة من قبل الصليب الأحمر الدولي.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس