مرآةُ الكون
إنّها مرآةُ هذا الكونِ, إذ فيها العجائبْ
طبعُها لينٌ عموماً, في قليلٍ قد تعاتبْ.
إنّها الأنثى, و لو حاولتَ تفسيرَ المذاهبْ
قد ترى فيها غريباً. فهي ديوانُ الغرائبْ.
إنّها الأنثى, و قلبُ الكلِّ في دنياها ذائبْ
في بلادِ الشرقِ ظلمٌ, تدفعُ الأنثى ضرائبْ!!
بينما تعلو سموّاً و احتراماً في المغاربْ.
يركبُ العشّاقُ بحراً, سعيهم نيلُ المطالبْ
من أمانيها العذابِ, كلّهم ساعٍ و راكبْ.
إنّها الأنثى جمالُ الكونِ في أبها المواهبْ
طيفُها الإحساسُ و الشّعرُ الذي لا يبقى غائبْ
حسنُها المنشودُ حرفٌ في سجلاّتٍ لطالبْ
لا يطيبُ العيشُ إلاّ, عندما الأنثى تواكبْ.
كأسُها المُغري شراباً, ليس يُعفى منه شاربْ
تسعدُ الدنيا, و خلقَ الله في هذي المكاسبْ
إنّها الأنثى, و حبّ الأنثى في الأعماق لاهبْ.
سرُّها الأكوانَ أغرى, ليس مِن إبداعِ كاتبْ
إنّها الإبداعُ يسمو في عطاءاتٍ لواهبْ
إنّها المحرابُ و القلبُ المعنّى فيهِ راهبْ
إنّها الأشجانُ و الأشواقُ و المدُّ المحاربْ
إنّها المخلوقُ مِن لطفٍ تغنّى بالمناقبْ
إنّها الأنثى. و هذا الكونُ بالآمالِ خائبْ
إنْ تأذَتْ منه أنثى, ساءها عنفُ العقاربْ
إنّه التمييزُ بطشاً, ليس مِنْ حقٍّ و واجبْ.
أيّها الإنسانُ قَدّرْ موقعَ الأنثى, و حاربْ
كلَّ تفكيرٍ غبيٍّ جاهلٍ, يسعى يخاطبْ
عقلَنا في ترّهاتٍ, فيها أنواعُ المصائبْ.