عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-01-2006, 01:43 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,820
افتراضي إلفيو آهة مينساها، ومعو إلى القبر ودّاها

إلفيو آهة مينساها، ومَعو إلى القبر ودّاها.

إلفيو: الذي فيه. مَنْ به.مَنْ عنده ... الخ
آهة: هي تحريف عاهة. وهي العلّة المرضية. وتكون هذه العلّة على الأغلب جسديّة لكنّ المراد بها هنا هي العلّة النفسية المعبّر عنها بالفعل والسلوك وليس المقصود هو العلّة البدنيّة والآهة: هي العادة التي درج عليها الانسان والذي لم يعد بمقدوره التخلّي عنها وهي تكون على الأرجح عادة مقيتة وسيئة مستعبِدة تحاول بكل وسائل الإغراء أن تحيك شباك الضعف والاستسلام لإرادة الانسان حتى توقعه فريسة أنيابها. ومتى تمكّنتْ منه, صارت تنهش فيه كما تشاء فيصير - والحال هذه - عاجزاً مسلوب الإرادة مشلولها مسوقاً بدافع الرّغبة في الاستمرار في ممارستها لكونه وقع تحت سحر مغرياتها.
مِينساها: أي سيذكرها ويمارسها ولن يتخلّى عنها. فهو لن يغفلها أو ينقطع عنها ناسياً إيّاها.

وقد نظمتُ شعراً بهذا الخصوص ولأجل هذا الغرض أقول فيه:

مّنْ عاني مِنّا علّة ً أو آها .. ما ظنّي - حتّى الموت - قد ينساها

تستشري فينا طبعة ً منبوذة ً .. تستهلكُ الأعصابَ. ما أقساها!

تدونا منها رغبة ٌ ملحاحة ٌ .. وتظلّ تكوينا بحكم هواها

محبوكة ٌ منها الوسيلة ُ والخطى .. تنجرّ مسحوراً بسيل مداها

ما نافع ٌ منها بوصل ٍ عاشق ٌ.. فطلاقها خيرٌ. يّذلّ أذاها!

كم عانى منها عاشق ٌ ومتيّم ٌ.. فاْغلبْ هواها, واتّق بلواها!

بالسّعي جهداً لاجماً إغراءها .. والخوض فيها قاهراً مسعاها

في شحذ كلّ إرادة ووسيلة ٍ.. تنجو بك من هائجات ِ حماها!

ويضرب هذا المثل الأزخيني المعروف لدينا في آزخ وديريك والجزيرة السورية بين أبناء آزخ ويدلّ على أن عادة سيئة قد تمكّنت من سلوك الشخص المقال من أجله هذا المثل فبات لا يستطيع التحلّص منها أو الإقلاع عنها.

وتوجد أمثال في اللغة الفصحى تعطي نفس المعنى مثل: "مِنْ تعوّد على شيء عاد عليه " و المثل " مِنْ شبّ على شيء شاب عليه " و المثل " ما عدا ممّا بدا ". كما يوجد ذلك في بعض الأمثال العربية العامية لشعوب الأمة العربية المختلفة ومن هذه المثل الشّامي القائل: "فالِجْ لا تعالِجْ ".

من كتاب " المُنتخَبْ من جداول آزخ الصّافية فيما ذهبْ من الأمثال على السّجع والقافية " تأليف فؤاد زاديكه

التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 01-01-2006 الساعة 01:51 PM
رد مع اقتباس