[fouadzadieke]

[b]قَلَمِي


الشاعر السوري فؤاد زاديكى


قلمي المُعَبِّرُ قد تمرّدَ ثائِرَا
مُتصدّياً بنباهةٍ مُتفاخِرَا

و متى يُصادفُ جاهلاً متخلّفاً
مُتزَنّرَاً بحزامِ جهلِهِ فاجِرَا

متَزَندِقاً مُتفَزلِكاً مُتباهِيًا
مُتَبجّحاً مُتعَصّباً و مُناوِرَا

فلدى براعةِ منطقي و صوابِهِ
و مدى ثقافتي ما يردّهُ خاسِرَا.

متحذلقونَ لكي يبرّروا ضَعفَهم
يتهتّكونَ و هم يرونكَ كافِرَا.

قلمي سيصمدُ رغمَ كلِّ تكالبِ,
جنحوا لشاطيء ضفتيّهِ تَقَاطُرَا

قلمي يواجهُهمْ بفيضِ أدلّةٍ
ثَبُتَتْ, ليخسأَ مَنْ يجيئُهُ ناكِرَا

و إذا تعثّرتِ الوسائلُ عندهمْ
شتموكَ يا قلمي لكَونِكَ قادِرَا.

ستظلُّ يا قلمي تبيّنُ زيفَهمْ
ستظلُّ تفضحُهُمْ و تجهدُ ناشِرَا.

قلمٌ يحاورُهمْ بكلّ شجاعةٍ
و يهزُّ عرشَ غبائهمْ و منابِرَا

حُجَجٌ تُبيَّنُ بالدلائلِ فسقََهُمْ
لتردّ كيدَهمُ البغيضَ مُصَابِرَا

فهمُ البلاءُ و أصلُهُ بحياتِنَا
خطرٌ يُهدّدُ أمنَنَا و مآثِرَا.

قلمي أحبّكَ أن تظلّ مقاوِماً
لتحرّرَ الأفكارَ كونُكَ ناصِرَا

فَتَحَرُّرُ الأفكارِ بعضُ قَضيّتي
سأظلُّ أنصرُ داعِماً و مُناصِرَا

قلمي سَتَحْتَرِمُ الحياةَ لأنَّها
خُلِقَتْ لأجلِكَ, كي تَخُوضَها ثَائِرَا

زمنُ السُّكوتِ, و بَلعِ ألْسِنةٍ مَضَى
زمنٌ تجبّرَ طاغياً مُتَآمِرِا.

أَزِلِ الغَشَاوةَ عن عقولِهمُ التي
صدأتْ, فأنتنَها الغَباءُ مُكابِرَا

خُلِقَ الكلامُ لكي نبوحَ بسرِّهِ
نُطْقًا لِذَلِكَ لا أريدُكَ فاتِرَا

هِيَ صَرخَةٌ سَيَظلُّ يخفقُ نُبضُهَا
هِيَ ثورةٌ لِتَجِيءَ بَحْرَهَا عابِرَا.