كيف القناعةُ لا تغني؟
كيف القناعةُ لا تغني و قد نطقوا
بعد التجاربِ بالأحكامِ؟ قد صدقوا!
فالكنزُ فيها و كنزٌ ليس يفتقرُ
فهو العطاءُ الذي كالشمعِ يحترقُ
كيفَ القناعةُ لا تغني روافدُها
و هي المعينُ الذي بالسعدِ ينطلقُ؟
إنّ القناعةَ بحرٌ لا حدودَ له
و هي السماءُ التي تحنو فلا قلقُ.
في الطرحِ تبقى هي الموضوعُ في سبقٍ
و العونُ يأتي متى الأرزاقُ تندفقُ
للحقِّ قَولي, و قولُ الحقِّ محترمٌ
إنّ الحقيقةَ تعبيرٌ و منطلقُ
مَنْ عاش يرضى بما أرزاقه حملتْ
تنأى المتاعبُ عن دنياهُ تفترقُ
و المرءُ جزءٌ من الأشياءِ أجمعها
لا ينفعُ الفصلُ فالأحكامُ تختنقُ
عمرُ القناعةِ لا حدٌّ له أبداً
عيشُ القناعةِ إسعادٌ و مُتّفَقُ
لا شكَّ فيه و لا خوفٌ يشوّهُهُ
وجهُ البراءةِ فيه و هو يأتلقُ
و الشوقُ منه على نهدِ الرضا حَبَبٌ
و الطيبُ منه على الأحياءِ يندلقُ.
هذي القناعةُ عندي هل ستدركُها
أم أنّ رأياً لك تأتيهِ تمتشقُ؟
إنّ القناعةَ أنغامُ الرجاءِ بها
و الصفوُ يرسمُ أحوالاً و يعتنقُ
و الهمُّ ينأى بعيداً عن مرابعها
لا يطمعُ المرءُ فيها البابُ ينغلقُ.
قلْ للقناعةِ كُوني زائري فأنا
أهوى القناعةَ فيها الحلوُ لا العَلقُ.