بيني و بينكَ
بيني و بينكَ لم يكنْ غير اللقاءْ
ما كانَ دفءُ الصّيفِ بل قرُّ الشّتاءْ
طفنا على أعتابِ شوقٍ لا رجاءْ
فانحلّ عقدُ الحلمِ و ارتدّ النداءْ!
شاءتْ لنا الأقدارُ يا طيفَ السّماءْ
أن نجرعَ الأحزانَ من كأسِ الشّقاءْ!
***
أخفيتُ عنكَ صبابتي خوفَ اشتهاءْ
و شبكتُ روحَ الرّغبةِ الكبرى رياءْ
و نثرتُ فوق الهمسِ أصداءَ البلاءْ
فمللتني و نصبتَ لي كلّ الجفاءْ
حقٌّ لروحكَ أن تعي هذا الهراءْ!
***
أدركتُ سرَّ خطيئتي نلتُ الجزاءْ
شاءتْ لنا الأقدارُ أن يرمي الهواءْ
و يكون بحري هائجاً ما مِنْ دواءْ
حقُّ تعاتبُ قسوتي تأتي الهجاءْ
إنّي تركتُ مرارةً تؤذي البهاءْ!
***
هل لي أحاولُ مرّةً؟ هل من رجاءْ؟
أرجو و لكنْ مستحيلٌ ما أشاءْ!
فلقدْ قتلتُكَ جئتُ في العرس العزاءْ!
إنّي اعترفتُ بما اقترفتُ من العداءْ
أرجوكَ أن ترضى بتضحيةِ الفداءْ!
عُدْ لي مع الأيامِ كي نشدو الغناءْ
و ارسم على شفتيّ آثارَ الصّفاءْ
لا أبغي قتلكَ إنّما أبغي العطاءْ
عُدْ لي و حاكمْ كلّ حمقي و الغباءْ!