يا مَنْ عبدتمْ أحرفَ القرآنِ
في نصّها المعروفِ بالنُقصانِ
صرتمْ عبيدَ النصِّ, لا عبّاداً
للهِ, ربِّ العزِّ و الأكوانِ
فالعبدُ لا يقوى على التفكيرِ
بل يُحسنُ الإقرارَ بالإذعانِ
هذا الذي, عن دينِكم معروفٌ
فرقٌ كبيرٌ بينَ ذا و الثّاني
أنْ تعبدوا نصّاً بهِ علاّتٌ
عنفٌ و قتلٌ و اعتداءُ الجاني
في دعوةِ الإرهابِ و الطغيانِ
هذا الذي في نصِّكم مكتوبٌ
لا بدَّ مِن تطبيقِهِ, لا الثّاني
فالعبدُ مأمورٌ و ما مِنْ رأيٍ
بالمُطلقِ المعروفِ و الإمكانِ
يخشى اكتشافَ العيبِ و المنقوصِ
في منتهى سعيٍ إلى البُهتانِ
هذا سلوكُ العبدِ, يستهويهِ
شخصٌ مريضُ الفكرِ و الوجدانِ
يبقى طريحَ الخوفِ و الأوهامِ
يروي عذابَ القبرِ و الثعبانِ
كي لا يرى مستقبلَ الأفكارِ
أو ما لهُ للوعي مِنْ قُربانِ.
هذي نصوصٌ أصبحتْ أرباباً,
ليستْ لتغني واقعَ الإنسانِ
بل أصبحتْ عبئاً على الإسلامِ
تخلو- بكلِّ الحالِ - مِنْ بُرهانِ
إقرأْ مليّاً هذهِ الأوهامَ
و احكمْ بعقلِ النابهِ الفَهمانِ
راجِعْ و دَقّقْ, حلّلِ المكتوبَ
في نصّهِ المعزوفِ بالألحانِ
مُستخلِصاً مِنْ روحِهِ استنتاجاً
لا يخلطُ التفاحَ بالرّمانِ
فالمنطقُ المعقولُ و المسؤولُ
لا يرضى بالتسويقِ للعَلوانِ
يرقى عنِ التذويقِ و التمليحِ
أو عنْ غباءِ الجهلِ بالألوانِ.