الحنانُ إلى الشّعر
يحنُّ السّحرُ للشّعرِ
و وجهُ الأرضِ للقطرِ.
يحنُّ العشقُ للخصرِ
و هذا اليومُ من أمري!
أراني فيه مشغولا
كفِصّ الملحِ مجبولا
و ما أنْ ينتشي طولا,
يذوبُ القلبُ محلولا.
بحسنٍ منهُ يختالُ
فؤادَ العشقِ يغتالُ
إذا حاولتَ تحتالُ
يجيءُ الضربَ, ينهالُ.
عسيرٌ دربُهُ فاعلمْ
و حرٌّ شخصُهُ مُبْهَمْ
عليكَ اليومَ أنْ تعلمْ
متى خاصمْتَهُ تندَمْ!
خطيرٌ صبرُهُ يَنفذْ
سريعاً لا يرى مَنفَذْ
فحاوِلْ نفسَكَ تُنقِذْ
و إلاّ ليسَ مِنْ مُنْقِذْ.
تفلسفْ كلّما شئتَ
و فَلسِفْ أينما جئتَ
بما في الحقِّ أُنْبِئتَ
فما في هذا هُنّئتَ.
يظلّ الشّعرُ أشواقا
فلا تجعلْهُ أسواقا
تعلّمْ منه أخلاقا
و أمعِنْ فيه إطراقا.
رغبتُ اليوم آتيكَ
بهذا الخفقِ أرضيكَ
فقلْ لي ما الذي فيكَ
عسى أسعى أحيّيكَ!
جمالُ الشّعرِ موزونُ
و وصفٌ منه مفتونُ
بروحِ الفكرِ مقرونُ
و طيبِ الروحِ مجنونُ.
أردتُ كسرَ أطواقِ
لسجنِ الشّعرِ, أشواقِ.
تركتُ نهجَ عشّاقِ
فصغتُ حرفَ إشراقي.
تأمّلْ كيف ينسابُ
شعورٌ منّي جذّابُ
و حِسٌّ منكَ ينتابُ
فيشدو منّا إطرابُ.
تغنّى شاعراً أطلقْ
بحورَ العشقِ كي تغرقْ
و يأسُ العمرِ كي ينفَقْ
و سعدٌ قلبَنا يطرِقْ.