قالوا و قالوا و ما زالوا على قولِ
لم نلقَ فعلاً و لكنْ كَثرةَ القَولِ
قالوا كلاماً أثارَ النفسَ، خِلناهُ
فعلاً سيأتي، و أينَ القولُ منْ فِعلِ؟
الموتُ يقضي على الآلافِ منْ شعبي،
و الحزنُ يطغى، و آلامٌ على وَصل
قالوا كلاماً جميلاً ظلَّ مسموعاً،
و الرّيحُ تمحو كلاماً ليس بالأصلِ
هاتوا فِعالاً تصدُّ القتلَ، إنْ شئتمْ
للشعبِ خيراً و تخليصاً مِنَ القتلِ
جُرمٌ تنامى، فصارَ الكلُّ في مَرمى
نيرانِ وحشٍ رديءِ الأصلِ و الفَصلِ
وحشٌ خطيرٌ أصرَّ اليومَ أن يَفني
أبناءَ شعبي، و يعلو قمّةَ الجهلِ
الكلُّ يدري بهذا الجرمِ، لا حزمٌ
مِنْ أيِّ صَوبٍ، و يمضي القتلُ في سَهلِ
هبّوا لفعلٍ، فهذا الصّمتُ تشجيعٌ
للوحشِ، صَكٌّ لكي يسعى على مَهلِ
في وأدِ شعبٍ و إجرامٍ و تعذيبٍ.
جيئوا فعالاً، لأنّ القولَ بالسّهلِ.
هذي بلادي، دماءٌ أنهراً تجري
و القولُ يبقى على قَولٍ، بِلا فِعلِ.