متى أدخلتَ أنفاً
متى أدخلتَ أنفاً في طعامٍ
كثيراً تفقدُ الإحساسَ طَعْما
فلنْ تدري مذاقَ الأكلِ كيفَ
يكونُ الحالُ حتّى تأتي هَضْما
و لنْ تقوى على التّمييز بينَ
طعامٍ فاسدٍ و الغيرِ حَسْما.
فهذا ما نراهُ اليومَ يجري
مع أمريكا إذْ تختالُ دَوْما
فلا ترضى شعوبَ الأرضِ تأتي
مَذاقاً حسبما تهواهُ يوما
و لو ظلّتْ بعيداً عن حِماهم
و لم تضرِبْ لهُم بالصّدرِ سَهما
و لم تَدخُلْ بأنفٍ دونَ إذنٍ
و لم تأتِ بعنفٍ, تسعى حَزْما
و لم تكذبْ و لم تلو ذراعاً
و تأتي فرضها قسراً و ظلْما
و لم تنتفْ رؤوسَ الأبرياءِ
لما نالتْ منَ التجريحِ إسْمَا!
و لو لم تعتمدْ أسلوبَ بطشٍ
و تأبى السّلمَ ما سَمّوها خَصْمَا
و راحتْ تكتفي بالخيرِ نُصحاً
و تغييراً بما تسعاه سِلْما.
لكانَ الذوقُ منها في أمانٍ
و عاشَ النّاسُ أفراحاً و حُلْما!
و لكنْ أنفُها يبدو طويلاً
فتأتي الطعمَ تلويثاً وسُمّا
و تأتي الكونَ أصنافَ ارتباكٍ
و ترسي الجُورَ إحكاماً و حُكْمَا!