بين الشرق و الغرب
سيبقى الغربُ يسمو في علومِ
و يبقى الشرقُ في قَعرِ الهمومِ
همومِ الجهلِ و القهرِ المريضِ
همومِ الفكرِ في بثِّ السّمومِ!
سموّ في المساعي نحو خيرٍ
يجيء الغربُ في غزوِ النجومِ
و في إنجازِ طبٍّ و انتصارٍ
لروحِ العلمِ تسخيرِ الغيومِ
و يبقى ما يجيء الغربُ علماً
بهِ نفعٌ و خيرٌ للعمومِ
و فيما الشّرقُ يغلي في حقودٍ
يعيشُ الوهمَ في عشقٍ مقيمِ.
يظلُّ الدّينُ يسطو لا مجالٌ
لفكرٍ حرِّ أو عقلٍ سليمِ
أمورٌ تُفرضُ بالعنفِ فرضاً
و فيها كلُّ مفهومٍ عقيمِ!
متى شاءتْ عقولُ النّاسِ تأتي
سؤالاً عمّا في هذا السّديمِ
تُقاضى ألسنُ من دون ذنبٍ
يعيشُ الفكرُ في غيٍّ سقيمِ
و لو حاولتَ تنجو مِنْ أذاهُ
ستُلقى في سعيرٍ من جحيمِ
حرامٌ أنّ يهبَّ العقلُ يوماً
هبوبَ الحرِّ في وجهِ اللئيمِ
حرامٌ أن يجيء الفكرُ وعياً
يشاءُ الخوضَ في أمرٍ مَرومِ
و عيبٌ أنْ يعيشَ المرءُ عصراً
يكونُ فيه تكريمُ الحريمِ
و كفرٌ أن يحيدَ المرءُ ميلاً
عن الأحقادِ و العنفِ اللئيمِ
فهذا ما يجيءُ الشرقُ علماً
و هذا ما يكون بالعظيمِ!