ألفُ يَهوذا
شعر/ فؤاد زاديكى
ألفُ يَهوذا* بعصرِي ... ما الذي أحكي لِتَدرِي
كلَّما حاوَلْتُ بَحْثًا ... عنْ مَمَرّاتٍ لِشِعرِي
ألتقي سَدًّا منيعًا ... واقِفًا, يَبْتَزُّ دَهرِي
جاثِمًا فوقي كَكابوسٍ على قلبي وصدرِي.
أستعيدُ الوعيَ حِينًا ... بانشغالاتٍ لِفِكْرِي
كي أرى بعضَ انفراجٍ ... بابتهالاتٍ لِزَهْرِ
تملأُ الأرجاءَ عِطرًا ... أو كَمَا أُنثى بِخِدْرِ
تجعلُ الأحوالَ خيرًا ... عُدتُ أدراجي بِصِفْرِ.
نَقْمَةُ الإنسانِ زادتْ ... سَوَّدَتْ عَيْشًا بِقَهْرِ
كُرْهُهُ أرغى سلوكًا ... في هياجٍ مثلَ بَحْرِ
انتهى العشقُ المُغَذّي ... روحَنا بُشرى لِبِشْرِ
فاعتلى شيطانُ خُبثٍ ... سارِقًا أمني وسِرِّي
باعَ أحلامِي وكنزي ... فارْتدى الأوهامَ فَجرِي
قد مضى قَرنانِ لكنْ ... ظلَّ يهوذا لِشَرِّ.
*- هو أحد تلاميذ المسيح يُضرب به المثل بالخيانة فهو باع سيّده بثلاثين من الفضة.