عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 28-06-2012, 09:20 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,979
افتراضي

إن التاريخ لن يرحم المتخاذلين، سواء أكان تخاذلهم نابعا من خوفهم على مصيرهم و حياتهم، أو كان إسترضاء للسلطة القمعية المجرمة و تعاونا معها. نحن نذكر جيدا أن المقبور حافظ لم يكن راضيا على اختيار البطريرك زكا عيواز على الكرسي السرياني الأرثوذوكسي الأنطاكي، لكونه عراقيا، و السبب هو الخلاف الايديولوجي بين حزبي البعث في كل من العراق و سوريا. هناك ما يسمى يمين و هنا ما يسمى يسار و نعلم جيدا، و يذكر الجميع كيف أن البطريرك زكا أرغم على مغادرة سورية و سافر إلى المانيا و السويد لحوالي ثلاثة شهور، إلى أن توسّط وزير الداخلية السوري الأسبق، غازي كنعان لدى حافظ ليسمح له بالعودة إلى سورية، و قد تم اغتيال غازي كنعان من قبل النظام السوري نفسه لخلافات على مراكز القوى، و كان المثلث الرحمات المطران برنابا هو الذي أمّن هذا التواصل مع القيادة السورية عن طريق صديقه غازي كنعان و الذي كان رئيس فرع المخابرات العسكرية في حمص قبل أن يتولى الملف اللبناني و يحكم لبنان. و اليوم نرى نفس الصورة أمراء الكنيسة يتخاذلون و يبيعون أنفسهم للشيطان مقابل بقائهم، كما فعل يهوذا الآسخريوطي، الذي باع نفسه لقاء حفنة من المال. اليوم يتكرر نفس المشهد فالمؤتمنون على الكنيسة هنا و هناك في سورية يبيعون كنائسهم لنظام الإجرام الشيطاني. سيأتي اليوم الذي ستندمون و ستسعون إلى عرض مبررات خزيكم و تخاذلكم. نعم الكنيسة في سورية مريضة إذ أن عدوى الفساد و المصلحة الشخصية و حب السلطة انتقل من النظام إليها. يجب على رجال الدين المسيحي أن يفهموا جيدا بأن المسيح لم يكن يوما مع ظالم و لم يقبل باغتصاب حق و لا بكم أفواه صارخة من أجل السلام و المحبة لا الذل و عبودية الفرد و معاونة الطاغية على ذبح أبناء شعبه. سيلعنكم الشعب و التاريخ يا رجال الدين المسيحي المتواطئون مع نذالة النظام و أنتم الخاسرون في الدنيا و الآخرة.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس