مشاركتي قبل قليل على معارضة الشاعر اليمني عبد الله البردوني على قصيدة أبي تمّام التي يقول فيها:
السيفُ أصدقُ إنباءً منَ الكُتُبِ ... في حدِّهِ الحدُّ بين الجدِّ و اللعِبِ
حين عارضه البردوني بقوله؛
ما أصدقَ السيف إنْ لم يَنضَهِ الكَذِبُ ... و أكذب السيف إنْ لم يصدقِ الغضَبُ
في منتدى هاملت برنامج السجال المقيّد على بحر البسيط
مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلنْ
تقديم الدكتورة بسمة أمل بمشاركة الشاعر الدكتور طالب الفريجي و بإشراف الدكتور ثائر السامرائي
لم يصدقِ السّيفُ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى
لم يَصدُقِ السّيفُ أو ما جاءتِ الكُتُبُ ... فالشّمسُ تَلمَعُ و الأنوارُ و الشُّهُبُ
إنّ الرّجولةَ قد صارتْ إلى خَلَلٍ ... فالصّمتُ يغلبُ و التّهويلُ و الكذِبُ
هذا المؤكّدُ و الجاري بواقِعِنَا ... عهدُ العهارةِ لا عِزٌّ و لا أدَبُ
لا نصرَ يُكتَبُ للمهزومِ إنْ غَلَبَتْ ... منهُ المصالحُ في ما تشهدُ الخُطُبُ
أو ينفعُ القولُ في شيءٍ فواقِعُهُ ... مَحْضُ افتِراءٍ لأنّ الفكرَ مُضطَرِبُ
هذي دُروسٌ لِمَنْ يَسعَى لِفائِدَةٍ ... فيها نَجاةٌ و فيها النّصرُ لا الغَلَبُ
قومُ العروبةِ قد خانُوا أمانتَهُم ... فاهتزَّ ركنٌ لها و استسلمَ العَرَبُ
ما أفلحَ القومُ في ما حاولوا تَرَفًا ... خاضوا المعاركَ قد باعُوا و ما كَسِبُوا
عنَ منطقِ العقلِ قد حادُوا بلا هدفٍ ... ما سادَ وعيٌ، غباءً هلّلَ الغَضَبُ
يدمي سؤالٌ و لا ندري إجابتَهُ ... لو شِئْتَ تعلمُ فالإحساسُ مُلْتَهِبُ
صوتُ الحقيقةِ لا يرضاهُ مُنتَهِكٌ ... روحَ الكرامةِ في أفكارِهِ العَطَبُ
مَنْ ذا يُلَبِّي و ما حُرِّيَّةٌ أبَدًا ... يحظى بها الشّعبُ إنّ الحقَّ مُغْتَصَبُ؟
لنْ ينهضَ الشّعبُ في يومٍ إذا انْتُهِكَتْ ... منهُ الكرامةُ مِمّنْ فوقَهُ رَكِبُوا
شٌكرًا لِلَفظٍ، أراهُ اليومَ مُنتَفِضًا ... في وجهِ ظلمّ شديدٍ ليس يَغْتَرِبُ
بِالصِّدقِ يشهدُ لا بالزِّيفِ في مَلَقٍ ... أن يُحْمَدَ الحقُّ في عصرٍ هُوَ العَجَبُ.