ردّاً على خطاب بشّار الأخير
و اتّهامه الشرفاء بعبارة الجراثيم
فقدَ الحياءَ فماءُ وجهِهِ أسودُ
و نظامُ حِسّهِ بالغباءِ مُعَربِدُ
بلعَ الكلامَ لكي يُكَرّرَ نغمةً
و على مدى الأعوامِ ظلّ يُرَدّدُ
فلقد سَمِعنا خطابَهُ بقديمِهِ
و جديدِهِ, و لسانُ حالِهِ يجحَدُ
صوَرٌ يُجَمِّلُ شكلَها, و حقائقٌ
برزتْ لتدحضَ ما يقولُ و يرصدُ
دفعتْ شعوبُ بلادِنا لحماقةٍ
ركبَتْ نظامَهُ, و الفظائعُ تشهدُ
سيظلُّ يكذبُ ليس يخجلُ مطلقاً
و يظلُّ يقتلُ كلَّ مَنْ يتمرّدُ
تُهَمٌ يوجّهُها, ليقتلَ شعبَهُ,
ليظَلَّ حكمُهُ بالتوارثِ يخلَدُ
و يظلَّ قمعُهُ في مسيرةِ ظالمٍ
و يظلَّ قتلُهُ ما تشاءُ لهُ اليدُ.
جُمَلٌ يردّدُها و يعرفُ أنّها
كَذِبٌ, يُصدّقُ ما يقولُ و يجهدُ
ليواقِعَ الألمَ المُساقَ بشهوةٍ.
نزواتُهُ انتعشتْ, فصارَ يُعَربِدُ
بخطابِهِ اتّسمتْ معالمُ بَطشِهِ
و دلائلٌ شَهِدَتْ بأنّهُ أمرَدُ
جعلَ المُراقبَ مُحبَطاً, و لشعبِهِ
كتبَ المآتمَ, فالألوفُ تُشَرّدوا
فبأمرِهِ سُفِكَتْ دماءُ شعوبِنا
و بفعلِهِ احترقتْ حياتُنا, تفسَدُ
و بأمرِهِ اعتُقِلَ الصّغارُ و عُذِّبوا
و بأمرِهِ ارتُكِبَتْ مجازرُ تحصدُ.
أيُريدُنا كعبيد نخضعُ دائماً,
و لهُ و أسرتِهِ يكونُ تعبُّدُ؟
خَسئَ الجبانُ, فصوتُ شعبِنا هادرٌ
و ثباتُ عزمِنا سوفُ يكتِبُ ما غَدُ.