كلُّ الأشياءِ تذكرني بك!
كلُّ الأشياءِ من حولي
تذكّرني بكِ
عودةُ السّنونو
في رحلةِ الحنين
همسةُ الأقحوانِ
في انسجام فرحٍ
إشراقُ الأملِ
في مواطنِ الرجاء
ابتسامةُ الأنثى
لغزلِ البراءةِ الجميل!
ثغاءُ حمل شارد عن القطيع
يتقاذفه الخوف و الوحشة
تفتّقُ زهرةِ حالمةٍ
تضوعُ بعذوبةِ الطيبِ
غناءُ عصفورةٍ
حبيسةٍ في قفص القسوة
تداعي حبٍّ
لم يصمدْ في وجه التحديات
جراءُ خبثٍ و خيانةِ
هبوبُ نسمةٍ عليلةٍ
تلفحُ وجه الهدوء
تداعبُ شعر المرحِ.
انفجاراتُ الحقدِ و الغضبِ
تحصدُ أرواحَ الأبرياءِ
تشابكُ المصالحِ
و ضياعُ الإنسانِ
في ترّهات اللذة.
تآكلُ جدرانِ الصداقةِ
تحرّقُ الغيرةِ
لانتقاماتٍ فظيعة
الجوعُ الذي يطحنُ الملايين
الفقرُ المتغلغلُ ميراثاً موجعاً
يعلنُ اكتمالَ
وجه القبح البشريّ
الاستغلالُ المنفلتُ العقال
الرّغبةُ في الاستلقاءِ
بعد ساعات جهدٍ مضنيةٍ
الاحتلامُ بعالمٍ
بعيدٍ عن الأحقادِ و الضغائن و الافتراس!
شريعةُ غاب جديدة
كل يومٍ و كلّ صباح
جميع هذه الأشياء
التي تدور من حولي
و أدور بداخلها
قشّةً مسلوبةَ الإرادة
تتقاذفها أمواجُ التأثّر
و تلعبُ بها رياحُ المصالحِ
و الهمومِ و المتاعبِ.
جميعُ هذه الأشياء
تذكّرني بوجهكِ
الجميلِ يا حبيبتي
لأنّك مخلوقةٌ
من طين آخرَ
غير آبهةٍ
بزندقات الكون
و غير مكترثةٍ
بحلول الآوجاعِ
تحاولين أن ترسي
وجهاً آخر للحياة
يكونُ أكثر فرحاً
أعمقَ تأثيراً
أقربَ إلى روحِ الحقّ
أثبتَ من كيان الوجود
أنقى من زهرة القرنفل
و أشهى من جميع العطور
إنّه وجهُ حبيبتي
الذي لا يعرف شيئاً
من هذه الغوايات و الرذائل
و لا يمارس أيّاً
من تلك الهوايات و الفصائل!