فضيلةُ الاعتذار
وقفتُ ببابِكم سَعياً لعفوٍ
و إنَّ (العفوَ مِنْ شيَمِ الكرامِ)
أسأتُ الفهمَ في ما قد عرضتمْ
و لكنْ دونَ قصدٍ أو مرامِ
كِرامٌ قد تعطّرتمْ بعطرٍ
سجاياكم دعتني لاحترامِ
قليلٌ مثلُكم يا مَنْ جمعتم
خِصالَ الحُسنِ في أبهى قَوَامِ
حملتمْ في حناياكمْ شعوراً
نبيلاً كانَ منكم بالتزامِ
و أحنيتم رؤوسَ البَذلِ دوماً
عطاءًا فاقَ أوصافَ الكلامِ
حملتُ العذرَ, عذري قلتُ أمضي
إليكمْ دونَ خوفٍ في سلامِ
فإنْ أخفقتُ بالمسعى, أراني
عملتُ الواجبَ المُرضي مقامي
أنا الإنسانُ أسعى لانفتاحٍ
معَ الإنسانِ بُعْداً عن خِصامِ
و إنْ صادفتُ يوماً في طريقي
رديئاً راغباً بالإصطدامِ
سأسعى بابتعادٍ عنهُ هذا
سبيلٌ ناجعٌ ما مِنْ ملامِ
و إنْ لامَ السلوكَ الحلوَ شخصٌ
مريضُ الفكرِ يسعى لانتقامِ
فإنّي مُعْرِضٌ عنهُ بوجهي
بعيداً عن محاكاةِ اللئامِ
بقلبي نفحةٌ مِنْ روحِ حبٍّ
تسامتْ في علوٍ كالغمامِ
لهذا جئتُ مَدفوعاً بحبّي
و هذا السعيُ بعضٌ مِنْ غرامي
إذا كان اعتذاري بعضُ ذنبٍ
و لم يهواهُ أولادُ الحرامِ
فإنّي راغبٌ بالسيرِ فيهِ
و إنْ أدّى إلى تحطيمِ هامي
فهلْ مِنكم عَصيٌّ عن ذنوبٍ؟
و إنْ كنتمْ فهذا في المنامِ.