عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 14-11-2007, 08:19 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,908
افتراضي ارقدي بسلام يا معلّمتي. شعر: فؤاد زاديكه

ارقدي بسلام يا معلّمتي

غفرتُ لك زلاّتِ عصبيتكِ
سامحتُكِ عمّا اقترفتِهِ
بحقّ جهلي
اشتريتُ لكِ باقةَ وردِ جميلة
نوّعتُ ورودها
لتشملَ مخزونَ محبّتي و تقديري لكِ
و تجمعَ شتات ذكرياتي!

وقفتُ على قبركِ
لم أرَ اسمكِ
مقروءاً بوضوح
كانتِ الأيامُ
قد ساهمتْ بمحوِ حروفه
الرياحُ و الأمطارُ و النسيانُ.

ترقبُكِ النجومُ كلّ ليلةٍ
يداعبُ شعرك السحاب
و أوّلا و أخيراً
يعزفُ الموتُ ألحانَ الحزنِ
و ينشرُ دموعَ الوجع.
كان حرفك مالحاً
استحالَ قبرُكِ
إلى ساحةٍ
يلعبُ فيها النملُ
و كلّ ديدان التربة.

غفرتُ لك كلّ شيءٍ
كان يوماً بارداً
شئتُ أن أُشعرَكِ
بدفءِ محبّتي
التي لم تكوني
تحسّينَ بها.

مضى خمسونَ عامً
على ترككِ لنا
على رحيلكِ
إلى أبدية الصمتِ
الغارقةِ في وجع الفناء
غرقتُ في بحر تأملاتي
استعدتُ أشرطةَ خمسينَ عاماً
من عتيقِ ذكرياتي
حاولتُ أن أتذكّركِ
أن أعيدَ تكوين الأشياء مرّةً أخرى
في مخيّلتي
ملكةَ حنان
أميرةَ حلمٍ و هدوء
كانتِ الأفكارُ تتصارعُ
بعض اللحظاتِ
لأنّي كنتُ أسعى إلى تغييرٍ ما
إلى تغيير صورةٍ
إلى تحويل حالٍ
إلى فلسفةٍ ما!
لا أعلمُ هل كان ندماً؟
هل كانتْ رغبةً؟

كنتِ قاسيةً
الآن عرفتُ لماذا كانت قسوتك!
لم يكنْ لك أبناء
لم يكن لك أحدٌ
كنتِ وحيدةً في هذا العالم
لكنّكِ لم تتمكّني
من كسبِ محبّةِ أحد!

على الرغم من إحباطي
برغم بعض شعور تعاستي
تذكّرتُكِ اليومَ
على حين غفلةٍ
دون سابقِ إنذار
أو معرفة!

نهارُكِ سعيدٌ
يا معلّمتي
شئتُ أن أقول لك
على الرغمِ من كلّ شيء
أحبّكِ لأنك وحيدة
لقد تذكّرتُك اليومَ
و أردتُ أن أعربَ لك
عن محبّتي و أُعلن عن مسامحتي
ارقدي بسلام يا معلّمتي
اليوم أحببتك!

__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس