عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 04-02-2017, 09:35 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,945
افتراضي


111
هَجَرْنا دارَنا كانَ الفراقُ
و عانينا كأنْ صارَ الطلاقُ

فما بالمُمْكنِ المقدورِ مِنّا
بلوغَ الصّبرِ, فالصبرُ احتراقُ

أحاديثٌ و مهوى ذكرياتٍ
و حالُ الوضعِ هذا لا يُطاقُ

بكينا لم يُفِدْ مِنّا بُكاءٌ
فذابَ القبُ يُغريهِ العناقُ.

112
(زالَ النّهارُ و نورٌ منكَ)[1] لم يَزُلِ
يا مَنْ تكلَّلَ (بالأبهى مِنَ الحُلَلِ)

بدرٌ تألّقَ في علياءِ رِفعتِهِ
فالقلبُ أصبحَ (مثلَ الشّارِبِ الثَّمِلِ)

أوكلتُ عطفَكَ أستهوي محاسنَهُ
و القلبُ يظهرُ بالمعشوقِ مِنْ مُقَلِ

إنّي ارتَجَلْتُهُ أشعارًا و قافيةً
حتّى تباركَ (حكمُ القلبِ في الجَدَلِ).

113
أقبلتُ نحوَكَ بالباقي مِنَ الزّمنِ
فارْحَمْ بلُطفِكَ أحزاني, و عِشْ شجَنِي

أنتَ المُكَلَّفُ بالمَلزومِ مِنْ طلبٍ
يشفي المواجعَ مِنْ منظومةِ البَدَنِ

إنّ المقاصدَ للعشّاقِ تعلمُها
جاءتْ لتشهدَ أحكامًا على سُنَنِ

هَلّا أفَدْتَني في حكمٍ عدالتُهُ
عاشتْ تُقَدِّرُ ما للحبِّ مِنْ ثمَنِ؟

114
خُذْ حياةَ النّاسِ في الدّنيا سبيلَا
و اختَبِرْ أحوالَها وقتًا طويلَا

ثمّ قَيِّمْ ما تراهُ مِنْ عيوبٍ
و اجتَنِبْ من ذلكَ العيبَ الثّقيلَ

بلْ و حاوِلْ أنْ ترى وجهًا جميلًا
حيثُ يشفي النّفسَ و القلبَ العليلَ

أيْ و دَوِّنْ مُعطياتِ الحالِ هذي
في كتابٍ يشهدُ الفصلَ الجليلَ.

115
سماءُ اللهِ ما عنّا بعيدة
إذا كانتْ لنا عينٌ سديدة

فعينُ العقلِ مِنظارٌ دقيقٌ
رؤى أحكامِهِ دومًا رشيدة

إذا أغمَضْنا في خوفٍ عيونًا
فإنّ الجهلَ أفعالٌ بليدة.

سماءُ اللهِ فينا قد اضاءتْ
بهاءَ النّورِ. لا ليستْ بعيدة.
116
ساحةٌ كَرٌّ و فَرُّ
لا أمانٌ مُسْتَقِرُّ

هكذا الدّنيا تكونُ
إذْ بها عبدٌ و حُرُّ

مثلما فيها غنيٌّ
مُتْرَفٌ و الغيرُ فَقْرُ

حالُها هذا قديمٌ
و المدى خيرٌ و شَرُّ.

117
سِرْبُ القَطا أوفى فأجلى كربَتي
سالتْ دموعُ الوجدِ تروي مُقلَتِي

تشتاقُها عيني و روحي, إنّها
ظلّتْ تُناجي العشقَ تشفي علّتي

قد عشتُ مِنْ دونِ اللقاءِ المُبْتَغى
تُرثي لحالِ الحزنِ دومَا عَبْرَتي

و العارفونَ العشقَ مثلي شأنُهمْ
أعياهُمُ عشقٌ كَمَنْ في ثورةِ.

118
ينشدُ الكلُّ الكمالَ
راغِبًا منهُ الوصالَ

ناقِصٌ كلُّ اجتهادٍ
سوف لنْ يحظى اكتمالَا

ليسَ غيرُ اللهِ ربّي
كامِلًا, فافهَمْ مقالَا

صِلْ جلالَ اللهِ وَعيًا
صادِقًا, زِدْكَ ابتهالَا.

119
تراءى اللهُ للنّاسِ
باشكالٍ و إحساسِ

لِيُعطيهِم إشاراتٍ
فبعضٌ منهمُ ناسي

بأنّ اللهَ موجودٌ
حنونٌ ليسَ بالقاسي

كثيرٌ يجهلُ التفريقَ
بينَ السّاسِ و الرّاسِ.

120
صديقٌ قالَ عنْ شعري
بأنّ اللفظَ لا يجري

على سَهلٍ لأفهامٍ
لهذا الفَهْمُ في عُسْرِ

أجبتُ إنّها الأوزانُ
بالمعمولِ مِنْ بَحْرِ

و ليسَ الذنبُ ألفاظي
قوافي الشِّعرِ ما يسري.
121
أيّ اختلافٍ لأفكارٍ و آراءِ
وجهٌ صحيحٌ و لا يدعو لإجراءِ

فالنّاسُ ليستء على نفسِ اتّجاهاتٍ
إنّ اختلافَ الرؤى خالٍ مِنَ الدّاءِ

لا ينبغي السّيرُ في منحى خلافاتٍ
هذا المُضِرُّ, الذي يأتي ببلواءِ

عيشوا اختلافًا و لكنْ لا خلافاتٍ
خَلُّوا احترامًا لفكرٍ دونَ إقصاءِ.

122
مِنْ بعيدٍ سحرُكَ الزّاهي أضاءَ
أمتعَ الدّنيا بأنوارٍ بهاءَ

لم يَقِفْ نبعُ العطاءِ الحُرِّ فَيضًا
أنعشَ الأفكارَ تسعاهُ ارتواءَ

حرفُكَ الجيّاشُ في نَبْضِ المعاني
الغُرِّ لم يسأمْ, بَلِ اختالَ انتشاءَ

أيّها المِلفانُ يا استاذَ عصرٍ
(بولسَ)[2] الآدابِ أعلَنّا الولاءَ.

123
يغضبُ الإنسانُ مِنْ وَقعِ الألمْ
إنْ على أعصابِهِ يومًا هجَمْ

ليتَهَ أعطى لفكرٍ لحظةً
مِنْ تَروٍّ و انتظارٍ مُحتَرَمْ

لاستطاعَ الفوزَ في مأمولِهِ
بامتصاصِ الحزنِ مِنْ قلبِ الورَمْ

ثورةُ الأعصابِ في غلوائها
إنْ هِيَ اشتدّتْ و زادتْ فالنّدم.

124
حُسْنُ رأيي شَدّ زَندي
مُرْجِعًا سيفي لِغِمْدِ

إنّه صبري و فَهمي
ذلكم أعطيهِ جَهدِي

قد تركتُ خلفَ ظهري
ما رمى دهري بقَصْدِ

مِنْ سهامٍ مُوجِعاتٍ
جاءها يومي بِصَدِّ.


[1] الذي ضمن قوسين مأخوذ من شعر أبو الطيّب المتنبّي

[2] المطران مار غريغوريوس بولس بهنام ولد علم 1914 في باخديدا بالعراق و انتقل إلى جوار ربه في عام 1969


__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس