طوباك َ.. يا سفير القدّيسين ..!
طوباك َ يا سيادة المطران ..
( بولس فرج رحو )
منارةً للروح القدس
من المهد ِ إلى اللحد ِ
حملت َ صليبك َ بقدسيّة ِ الإيمانْ ..
أجل :
رهنت َ نفسك َ لملكوت ِ السماء ِ
وتساميت َ على مغريات ِ الأرض ِ
وكلّ مافيها من اشتهاء ِ
وعيونك َ عن مناظرها غائبانْ..
سرت َ على درب الصليب ِ
بكلّ ِ شجاعة ٍ وإقدام ِ
سرت َ على درب الجلجثة
رافع الرأس ِ بكبرياء ٍ واعتزاز ٍ
ووقار ٍ واحترام ِ
وآهات ُ الجراح ِ والآلام
ِ
و الشقاء ِ لاتٌقاس ُ
عند جبروتك بالحسبانْ..
حملت َ الروح رخيصة ً
فداءً للصليب ِ
وأحرقت َ الجسد َ بكلّ جبروت ٍ
هديّة ً متواضعة ً للفادي الحبيب ِ
ما أروع الحبّ في عينيك َ
حبُّ المسيح ِ لعاشق ٍ ولهانْ..
أعطيت َ الدّروس َ للمؤمنين بيسوع
بكتك َ العيون التي لم تعرف الدموع
وتنهدت لك القلوب والحناجر
ورتلت لك الحمام ُ بالبشائر
وخيّم الصمت ُ اللسانْ..
دون َ كلام ٍ قائلا ً :
وداعا ً يا سيادة المطرانْ..
متسائلة ً إلى أين الرحيل ..؟
ليجيب الروح ُ السماويّ الجليل ..!
طوباك ََ.. أيها القديس بهذا الإكليل
طوباك يا قاهر َ الأحزانْ..
طوباك َ أيها الجبّار في مملكة ِ الجبابرة
طوباك يا صانع السلام بين المقابر َ
طوبى لرمز الشهادة ِ والإيمان ْ..
هنيئا ً لك َ مكلّلاً بإكليل البرّ والشهداء ِ
هنيئا ً لهذا الشبع الروحيّ من منّ ِ السماء ِ
هنيئا ً لك َ أيها الراقد الحيّ بالرجاءِ
هنيئا ً لك بالآلام والأحزان ِ والدماء ِ
هنيئا ً بالظفر المؤكّد ِ بهذا الإرتواء ِ
من نهر الحياة – خارج الأزمانْ..
هنيئا ً لهذا المجد السرمديّ
هنيئا ً لهذا الكريم السماويّ
هنيئا ً لروحك الطاهرة في الزمان الأبديّ
هنيئا ً لك الموت ُ من أجل ِ المسيح
هلّل ورنّم بالنعمة والفرح والتسبيح
أنا : الشهيد بولس فرج رحو
أنا المطران : المرهون للسماء
مختار ٌ
من يد ٍ كلّها نورٌ وبهاء
لم يعد يلزمني ماء
أنا مع المسيح في عرش السماء
لم أعدْ عطشان ..
لم أعدْ عطشان ..؟