عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-10-2007, 10:47 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,945
افتراضي تبّاً لفكرِ السّوءِ. شعر: فؤاد زاديكه

تبّاً لفكرِ السّوءِ

صَخَبُ البحورِ من الدماءِ مدادُ
و منَ العفونةِ تنطقُ الأجسادُ

هتكَ البُغاةُ حرائرَ لم ترتكبْ
إثماً فجاءَ مصيرَها الجلاّدُ!

تبّاً لفكرِ السّوءِ يعملُ مجرماً
و للوثةِ الأخلاقِ حيثُ فسادُ

فتكوا بخَلْقِ اللهِ فَتكَ إبادةٍ
كم خَوزَقتْ من شعبنا الأوتادُ

كم مزّقتْ من لحمنا أسيافُهم.
كم جزّ من أرواحنا الأوغادُ!

صَخَبٌ و حزنٌ في البلادِ و لوعةٌ
عمّتْ فزادتْ نارَها الأضدادُ

شعبٌ أحلّ لنفسِهِ ما حرّمَ
ربُّ البريّةِ. غابَ عنه رشادُ.

يا أمّةَ القرآنِ أظلمَ صبحُكِ
و تفجّرتْ في جوفكِ الأحقادُ

ماذا فعلنا لتقتلي أطفالَنا
و تمزّقي أشلاءنا يا "ضادُ"؟

لغةٌ يُقالُ جميلةٌ لكنّها
حملتْ من الألفاظِ ما إلحادُ

لغةُ الجهادِ كريهةٌ و فظيعةٌ
فعليها قد درجَ الشيوخُ, اعتادوا

قرعوا طبولَ الفتوى ملْءَ حقودِهم
فتسابقَ الأوباشُ و الأوغادُ

يتندّرون بقتلِ أطفالٍ لنا
كم هتّكَ الأعراض الاستبدادُ

غصبوا بناتِ البكرِ, و اغتصبوا لها
شرفاً عفيفاً طاهراً و اقتادوا

نحو الهلاكِ شيوخنا, و نساءنا
رخصتْ نفوسٌ فاستهانَ حصادُ!

يا أمّةَ التكفيرِ هل مِنْ منطقٍ
يسعى بدينِ (المصطفى) أفرادُ

يأتونَ قتلَ الناس هَلْكَ مصيرِهم
ناراً و سيفاً و البلاءُ جهادُ؟

ما نحنُ يوماً عشنا نكْفرُ بل هُمُ
مَنْ كفّروا و استوحشوا و ارتادوا

سبلَ الفتاوى تسوقهم أحقادُهم
جهلٌ بدينِ اللهِ ليس يُرادُ

ما كلّ (آل محمّدٍ) في غفوةٍ
فيهم رجالٌ فكرُهم وقّادُ

رفضوا التزامَ الشرّ, قالوا إنّما
فيه الشياطينُ التي أجنادُ

لم يقبلوا التقتيل ذادوا عن حمى
بعض النصارى بروحهم قد جادوا

هذا سبيلُ الحقّ يا مَنْ تدّعي
أنّ الديانةَ فيها الاستشهادُ

أنْ تقضي موتاً في سبيلِ ديانةٍ
عزّ و فخرٌ إنّكَ الجوّادُ

أمّا تفجّرُ ما تفجّرُ زاعماً
إنّ البناءَ بما تجيءُ يُشادُ؟

أملٌ مريضٌ لا علاجَ لروحِهِ
و توهّمٌ لا بدّ فيه تُبادُ!

إنّ السّخافةَ نفسَها بمرارةٍ
تجري بأرض الرافدينِ, تُعادُ

قَتلُ النصارى محلّلٌ يا لهفتي
أجدادُهم غربوا و إذ أحفادُ

يتهافتون على قتالِ أحبّةٍ
عاشوا التسامحَ ما لهم أجنادُ.

جمعوا إلى الإيمانِ, كلّ محبّةٍ
للآخرينَ فهل يكونُ مُرادُ؟

__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس