لولاكَ
لولاكَ ما ارتعشَ الفؤادُ و غرّدَ
و هفا إلى عشقِ الجمالِ و أنشدَ
لحلاوةِ العينينِ ملحمةُ الهوى
و للذةِ الألفاظِ ما همسٌ شدا
غزلٌ يوشوشُ خاطري و يهزّهُ
فَمِنَ البلاغةِ مبحرٌ في ذا المدى.
لولاكَ ما اخترقَ المجالَ بعالمي
ملكُ الشّعاعِ و لا استبدّ و أفردَ
هرعتْ إليكَ جنودُ عرشي كلُّها
و هوتْ على أقدامِ حسنِكَ سُجّدا!
يا مَنْ ملكتَ جوارحي و أسرتَها
و وهبتني الإلهامَ جئتني مُرشِدا
كَلِفٌ بما يرويهِ فيضُكَ ساحراً
سلبَ الإرادةَ و استلذّني مَشهدا
أملي تواصلُكَ الحبيبُ أعيشُهُ
فدعِ المكارمَ منْ عطائكَ مُنجدا
أملي بقاؤكَ في عوالمِ فرحتي
حُلُماً يراودُ شاعراً متمرّدا
و متى أناخَ الهجرُ ظهرَ هجائهِ
و شدا وصالُكَ في الحياةِ مُغرّدا
بلغَ الفؤادُ مناهُ أدركَ غايةً
ملكَ المشاعرَ و استحلّها سيّدا!
لولاكَ ما نظمَ الجمالُ قصائدَ
منحتْ فنونَ الشّعرِ سحراً أزيدَ
هبني الذي أسعى إليهِ أريدُهُ
هلاّ استمعتَ إلى فؤادِكَ مُنشدا
نغمي الذي أشجاهُ أطربَ روحهُ
فغفا على الأنغامِ عشقُكَ مُفردا؟