أدماني جرمُكَ, فاستشرى بيَ الألمُ
كالداءِ ينخرُ في عظمي و يلتحمُ
إنّ المؤمّلَ مِمّنْ يسفكونَ دَماً
ألاّ يزيدوا أذى, لم يبقَ فينا دمُ.
أبكاني حزنُكِ يا (حمصُ) التي نزفَتْ
منها الأماكنُ و الأشياءُ و القُرَمُ.
هذي الجرائمُ صارَ الكلُّ يعرفُها.
نهجٌ توضّحَ, و الأوغادُ ما سئموا
قتلَ الخلائقِ, لا أعرافَ تمنعُهم.
ضاعت مبادئ هذا العصرِ, و القيمُ.
أبكي لوضعِكِ يا سوريّةَ, انتفضي
ضدّ المظالمِ, فالأخلاقُ تنعدمُ
عندَ التسلّطِ و الطغيانِ, و الأملُ
في أنْ نغيّرَ ما الأوباشُ قد رسموا
خَطٌّ يناقضُ روحَ العدلِ مُنتهِكاً
حقَّ الكرامةِ, فَلْتُشْحَذْ لنا الهِمَمُ.
أبكاني جرمُكَ يا (بشّارُ) إذ كَبُرَ
فالقتلُ أصبحَ مألوفاً, و لا ألمُ
إنّ الشوارعَ منْ أحيائها انتفضتْ,
و الشّعبُ عبّرَ عن إصرارِهِ, الزّخَمُ
نصرٌ سيقلعُ أركانَ الفسادِ, فلا
وغدٌ سيقتلُ من شعبي, و ينتقمُ.