عِلَّةُ الكُرْهِ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى
أستَغْفِرُ اللهَ عَمّا البعضُ فاعِلُهُ ... مَا لا يُصَدَّقُ, فالشّيطانُ عامِلُهُ
سُوءٌ يُبالِغُ بالإيذاءِ مُفتَخِرًا ... نَهرٌ تَدَفَّقَ لا تُقصَى غَوائِلُهُ
قلبٌ تَحَجّرَ مَحقُونًا بِشُحْنَتِهِ ... كُرهٌ تُمَزِّقُ أحشاءً نَوَازِلُهُ
لا يَفهمُ الكونَ إلّا مِنْ نَوَافِذِهِ ... أفكارُ عنفٍ بِها دَومًا تُواصُلُهُ
تَبًّا و تَبًّا, إذا الإنسانُ مُنْغَلِقٌ ... لا يَقبَلُ النّورَ جَهلٌ ما يُكَلِّلُهُ
يَستَلهِمُ الوحيَ مِنْ فِكرٍ يُشَوِّشُهُ ... ما مِنْ يَقِينٍ بِهِ, زِيدَتْ حَبائِلُهُ
كُرهٌ يُفَجِّرُ أخطارًا تُداهِمُنَا ... قد ضَلَّ مَسْعًى معَ الأيَامِ يَحْمِلُهُ
يَستَخلِصُ الدّرسَ مِمّا في مَرَاجِعِهِ ... دَرسٌ مُضِرٌّ بِما جاءتْ وسائِلُهُ
أستَغفِرُ اللهَ, إنّ البعضَ عِلّتُهُ ... ما مِنْ عِلاجٍ لهَا, إذ صارَ بَاطِلُهُ
في واقعِ الفكرِ و التّفكيرِ آسِرَهُ ... وَالخوفُ قيدٌ على مَرأًى يُكَبِّلُهُ
هذا السّبيلُ على ما فيهِ مِنْ خَطَرٍ ... يَبْقَى عقيمًا لِمَنْ يسعَى, يُضَلِّلُهُ.