ولادةُ الفكرة
تلدُ الفكرةُ
في رحمِ الخيال
تحلّ به مستطردةً أحلامه
مستعرضةً أمانيه
تغوصُ إلى أعماقِ الحدث
تنتهزُ فرصةَ التعبير
تبحثُ عن عبارةٍ مفردةٍ
تختارُها بعنايةِ الحاذق المتمكّن
و بمعرفةِ الخبيرِ العالِمِ المتيقّن
لتوحي إليه
برغبةِ الإفصاحِ
و تدفعه إلى الخروجِ
من دائرةِ الصّمت و الفراغ!
تتسلّق أعمدةَ الشّعر
تعانقُ نواصي النثرِ
لتُخرجَ هالته النورانيّة
عذباً
يغسلُ جروحَ المعاناة
صادقاً
يجلو غمّةَ الحياة
جميلا
يبهجُ النّفسَ و النظرَ
في صورٍ من الإبداعات.
لا تقفُ الفكرةُ
عند حدودِ زمن الحرفِ
و لا عندَ مكانِ
حصولِ الحدث
بل هي تواصلُ
رحلةَ التحليقِ
في بَوحِ الهمسِ
لتصلَ سماواتٍ طباقا
و لتخترقَ محيطاتٍ و نطاقا
و لتطلقَ المشاعرَ رِقاقا.
يلدُ المولودُ
تتوضّحُ معالمه
تلمعُ ملامحه
يعلنُ الملأُ نوعَ جنسه
و تعلنُ الكلمةُ
أصالةَ وجده!
هكذا تلدُ الفكرةُ
من رحمِ الحياة
و من رحمِ الخيال أحياناً
و عندما يمتزجُ الخيالُ
بواقعِ الحقيقةِ
يكونُ المولودُ
أكثرَ جمالا
أبهى نقاءً
أرفعَ تأهيلا
و أرقّ شعوراً.
إنّها فكرةُ الإبداعِ الخافقِ
في شريانِ الإحساسِ
مندفعاً
منطلقاً
معبّراً عن ذاته
و عن خصوصيّته!