عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 20-03-2008, 06:23 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,934
افتراضي أنكَروا عيدَ الأم. شعر: فؤاد زاديكه

أنكَروا عيدَ الأم


هاجمَ الجهّالُ (عيدَ الحبِّ) قالوا:
إنّهُ عيدُ النصارى و انحلالُ

قاطِعوهُ فهو إثمٌ ليس إلاّ
ما سوى (الأضحى) و (فطرٍ) ما يُقالُ

كلُّ أعيادِ الورى ليس اعترافٌ
منّا فيها أو بها فهي اعتلالُ.

ثمّ (عيدُ الأمّ) جاؤوا هاجموهُ
قالوا من أوثانِ فيه لا تبالوا.

يبقى (يوماً) لا يجوزُ القولُ (عيدٌ).
بينَ ذا أو ذاك ما المعنى المآلُ؟

بعد أنْ ذلّوا كيانَ الأنثى جاؤوا
ذلّها في عيدها و العيدُ حالُ.

كلّ أمّ جاهدتْ أعطتْ حياةً
ضيّعتْ عمراً. بذا صار الرجالُ!

مَنْ يقولُ الأمُّ ليستْ في مقامٍ
جلّه المولى به الجهلُ المُحالُ.

حمّلوا الأنثى ثقيلاً, دمّروها
قالوا: فيها النقصُ ما فيها الكمالُ.

إنْ هيَ فعلاً بنصفِ العقلِ كانت
أو بنصفِ الدينِ فالأنثى الوبالُ!

قيَّدوها كمَّموا عقلاً و نطقاً
أغلظوا في الفعلِ فارتاعَ المقالُ.

أيّها الباغون مَنْ منكم تراهُ
دون أمٍّ؟ دونَ زوجٍ يا رجالُ؟

إنّه العيدُ الذي للأمّ فيه
من معاني الشكر ما فيه الجمالُ

إنّها برٌّ و تقوى في صلاحٍ
و هيَ حبٌّ, رحمةٌ. قال النضالُ

قدِّسوها, قبِّلوا أيديها حتّى
ترضى عنكمْ فالرضا منها جمالُ

هل لكم تحيون من دون النساءِ؟
هل لكم يا قومُ أشياءٌ تُقالُ؟

عاملوها باعتدالٍ و احترامٍ
و انفتاحٍ و اهتمامٍ لن تنالوا

أيّ سوءٍ بل يعمُّ السّعدُ يشدو
في فضاءِ الروحِ يختالُ الدلالُ

أطلقوها من عِقالٍ, حرّروها
من سجونِ الظلمِ منكم ذا المنالُ.

لو حذفتم من محيط الكونِ أمّاً
لاعترى خوفٌ و حزنٌ و اختبالُ

روعةُ الأنثى كأمّ كلُّ حبٍّ
تمنحُ الدفءَ حبوراً لا يُطالُ.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس