عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 20-01-2008, 04:34 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,945
افتراضي هَبِ الأطفالَ جميلا. شعر: فؤاد زاديكه

هَبِ الأطفالَ


هَبِ الأطفالَ منْ عمرِ الزّمانِ
جميلاً من عطاءٍ و ائتمانِ

لأنّ الطفلَ يلقى منْ عناءٍ
و مِنْ إهمالِ في هذا الزمانِ

هَبِ الأطفالَ ما تقوى عليهِ
مِنَ الحبّ المحلّى بالتفانِي

همومُ الطفلِ زادتْ عنْ حدودٍ
و وضعُ الطفلِ أمسى في هوانِ

أرى الأطفالَ زهراتِ الحياةِ
و في أفراحهم كلّ المعاني.

إذا الأطفالُ عاشوا باضطهادٍ
و في كبتٍ و ذلٍّ و امتهانِ

و في تحطيمِ آمالٍ لديهم
و منعِ الرأي في حرّ البيانِ

يصيرُ الحالُ منهم غيرَ مُرضٍ
ضعيفاً لا ثباتٌ في المكانِ
سيشقى الطفلُ لنْ ينمو سليماً
و يستهوي انحرافاً كلّ آنِ

و قد ينحو إلى الإجرامِ ميلاً
و يغدو في عذاباتِ الرّهانِ

إذا عاملنا طفلَ اليومِ قسراً
و تعنيفاً و قضماً للسانِ

يلاقي العنفَ قهراً و اضطهاداً
و لا يقوى على هضمِ احتقانِ



لأنّ الطفلَ سرُّ الكونِ و هو
أساسٌ و امتدادٌ للكيانِ.

أطلتُ البحثَ جهداً و اجتهاداً
فأثرى في قناعاتي امتحاني

بأنّ الطفلَ لو عنّفتَ منه
شعوراً أو حياةً قد يعاني.

لماذا الظلمُ و القهرُ اللعينُ؟
أرى لا يبقى من طفلٍ معانِ!

متى حاولتَ هذا في جهودٍ
تجيءُ الطفلَ عذبَ الامتنانِ

و يأتي شاكراً منك المساعي
لفهمٍ واقعيٍّ غيرِ جانِ

عليه بل يقوّيه علوماً
و أخلاقاً و روحاً في حنانِ.

سنأتي قدوةَ السوءِ البغيضِ
متى حطّمنا روحَ العنفوانِ

لدى الأطفالِ سخّرنا قوانا
لفرضِ الرأي في نهجٍ مُدانِ.

علينا أن ننمّي فيه غرساً
خلوقاً باعتدالٍ و اتّزانِ

به يقوى على فهمِ الحياةِ
و يمضي الدربَ سهلاً في أمانِ!

__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس