شكرًا من القلب الشاعر و الأديب الصديق الأستاذ الياس قومي لهذه المشاركة و البارحة أيضًا حصل معي موقف شبيه بهذا الموقف حيث أنّي نشرت في جروبه منشورًا بعنوان (العرب جرب) فعلى ما يبدو شعر بعدم الرضا فكان ردّه طويلًا يتحدّث لي فيه عن أمجاد العرب و كانوا و كانوا و كانوا إلى آخر ما في هذا الشأن. و طرح عدة أسئلة طلب مني أن أجيبه عليها, فقلت له سأجيبك على كلّ أسئلتك المطروحة هذه و لكن ليس هنا لئلا يتم إحراج أعضاء الجروب تعالَ إلى الخاصّ و سأطرح بدوري عليك بعض الأسئلة أرجو أن تجيب و تبقى ضمن السؤال المطروح دون الانتقال منه لموضوع آخر أو الهروب و إنّي بانتظارك على الخاص إلّا أنه لم يفعل ذلك ومازلت أنتظره و سأنتظره. بالحقيقة يؤسفني أن يعيش بعض العرب على أوهام ماضٍ كلّه تزوير حقائق و كتابة أساطيرو كذب و مبالغات و هم يفخرون بهذا الماضي و يحبّون العيش فيه و هم منسلخون عن الواقع الذي يعيشونه, كان فعل ماض علمًا أنّهم ما كانوا ليكونوا أصلًا على شيء من العلم و المعرفة و الثقافة لولا السريان الذين قاموا بمهمة النّقل و الترجمة من اليونانية و الإغريقية إلى العربية لكونهم كانوا يجيدون أكثر من لغة بخلاف العرب الذين كانوا على جهلٍ تامّ بأمور السياسة و إدارة المجتمعات. ترجم السريان الفلسفة و التاريخ و الطب و العلوم الأخرى ليتعلّم منها العرب و بقيت اللغة السريانية لسنوات طويلة لغة رسمية تكتب فيها الدولة الإسلامية في دواوينها. يؤسفني أنّه يحمل شهادة دكتور و أسأله ماذا قدّم العرب و المسلمون للعالم من مخترعات؟ هل قدّموا اختراعًا واحدًا؟ بالطبع لا. بينما اليهود قدّموا للبشريّة أكثر من 200 اختراعًا. فعلًا يستغرب المرء من أشخاص يعيشون في هذا القرن و هم يتحدّثون عن أمجاد زائفة لهم هل قدّم العرب و المسلمون لشعوب العالم غير اختراع الغزو و السبي و القتل و الإرهاب؟ احتلّوا أراضي الغير بقوّة السيف و نشروا دينهم بالعنف و أجبروا الناس على ترك أديانهم ليدخلوا في الإسلام أو يدفعوا الجزية عن يدٍ و هم صاغرون, احتلّوا أراض الغير و انتهكوا الحرمات و استولوا على الأموال و الممتلكات في مصر القبطية و سورية الآرامية و العراق الآشورية الكلدانية و لبنان الفينيقية و القدس الكنعانية و بلاد شمالي أفريقية الأمازيغية و البربرية و إيران الفارسية و اسبانيا المسيحيّة, هذا ما فعلوه من إنجازات للبشرية بحور من الدماء. استعباد. استغلال استعمار الخ... و حين تسأله السيوم لماذا هاجة إرهابيو حماس إسرائيل يجيبكم لهم الحقّ بذلك. و عندما تسأله لماذا تعارض هجوم إسرائيل على غزة يقول لك هذا اعتداء و ليس لإسرائيل الحق, إنّهم فعلًا شعب خبير بازدواجيّة المعايير, يرى أن احتلال المسلمين للبلاد الأخرى حقًّا مشروعًا بينما غزو أمريكا للعراق مثلًا احتلال. إنّهم يعيشون في غيبوبة فكريّة منفصلون عن واقعهم و هذا هو أحد اسباب تخلّفهم إلى جانب نظرية المؤامرة التي يؤمنون بها و فكرة تخوين الآخر و تكفيره إلى ما هناك من خزعبلات إسلامية عربية لا نظيرَ لها. العرب و المسلمون شعوب غير مؤهلة للعيش مع الآخر إنّها إقصائيّة تشعر بالعلوّ و التّعالي و التّباهي و التّفاخر ظنًّا أنّها فعلًا خيرٌ أمّة أُخرِجت للناس و لو فهموا هذه الآية على حقيقتها فإنّ المقصود بها أمّة أخرى و ليست أمّة العرب و الإسلام فلو قصد بها هذه الأمّة لقال: و (أنتم) خير أمّة أُخرِجتْ للناس و ليس و (كنتم). و الأنكى من ذلك يحدّثونك عن محاكم التّفتيش التي جرت بحقّهم في إسبانيا عندما تمّ تحريرها من الإستعمار الإسلامي ويرون ذلك جريمة أمّا احتلالهم لبلاد اسبانيا فهو حقٌّ لهم, و كذلك عن الحروب الصّليبيّة التي يرون فيها عارًا على الغرب و هو الذي في حقيقة الأمر هبّ لانقاذ كنيسة القيامة التي كان المسلمون قرّروا هدمها و أطلقوا عليها اسم كنيسة القمامة بينما يرون في الغزوات الإسلامية حقًّا مشروعًا لهم فهم ينشرون الدّين بينما يحاكمون أيّ مسيحي يسعى لنشر الدين في أيّ بلد إسلامي, غريب أمر إخوتنا العرب و المسلمين إنّهم لا يعلمون ماذا يفعلون بالفعل. إنّي أحزن لِما هم عليه, و لكنّهم لا يحزنون على ما هم عليه, تراثهم الجامد و غير القابل للتطوير و التجديد هو سبب كلّ ما هم عليه, فهو بمثابة المقدّس لا يجوز المساسُ به. هم يعيشون معضلة كبيرة في حياتهم لا يعونها.