سأحيي ذكرك
سأحيي ذكرك شعرا
وأحيى عشقك فكرا
فأنتِ في أمانيّ
تسوقين الهوى حرّا
أذوبُ في سواقيك
ندى يستنشقُ العطرَ
لك يا حلوتي وجهٌ
صبوحٌ ينتشي سحرا.
وحين شئتُ آتيك
على وجد ليَ مرّ
على دار لك قلتُ:
أبوح ما بي جهرا
فما عاد لي السّرّ
أحسّ وهجه سرّا
لقد ضقتُ به ذرعاً
كما ضقتُ به صدرا!
أقولُ إنّك عشقي
أشاءُ وصلك سُكرا
فلا أقوى على وصل
وأنت جئتني ضرّا
تعالي نصفعُ العذرَ
ونبقي نأيه دهرا
تعالي نزرع الحبّ
على صدر لك زهرا
تعالي يا منى قلبي
أعيش دونك قهرا!
نغوص وحي أنفاس
ننال منها ذا الوطرَ
عزفتُ لحنك الشّادي
على قيثاريَ نصرا
وأنت إنّما أنت
بدوني والهوى أدرى
جمالٌ ليس محسوساً
يديّ تبلج الفجرَ
أراك أنثى أحلامي
على أوتارك مسرى
إلى دنيا حماقاتي
إلى حرف لك أثرى
يقودُ رغبة منك
وفيك صوبيَ نهرا
تعالي ولنرى أيّا
من الإطراب قد أغرى!
سعيتُ سعي مجنون
إليك مهلكاً عمرا
فهل بعد الذي قلتُ
يكون عذرك قسرا؟
أليس قلبك قال
قديماً: إنّني أدرى
بأحوال الهوى حين
تجيء لثمنا ثغرَا؟
فتاتي, يا منى عمري
وأحلا وردة. صبرا.
تعالي صوب قافيتي
ولا تسقينيَ الغدرَ
فما عاد لي صبرٌ
وصرتُ أكرهُ الصّبرَ!
مللتُ, هدّني منك
جفاءٌ أولدَ الهجرَ!