لم أرتوِ!
لم أرتوِ
علماً شربتُكِ
نصفَ كوبْ
من حسنِكِ المخلوقِ
من سرّ القلوبْ.
لم ترتسمْ
فوقَ الشّفاهِ
عذوبةٌ كانَ الشّحوبْ.
لم أرتوِ
و النهرُ فيضٌ
من سحورٍ
من طيوبْ
و الفجرُ يا مولاتي
منكفيءٌ على وجهِ الغروبْ!
كالطفلِ حلّقَ ناظري
يسعى بأشواقِ الطَروبْ
مترصّداً حركاتِ وجهكِ
عازفاً أمواجَ
شَعرِكِ في هبوبْ!
مهما شربتُ العشقَ
أطمحُ واهماً
ألقى جمالَكِ في هروبْ!
قلتُ بربّكِ
أعتقي قلبي
فإنّي في أمانيكِ أذوبْ!
و أعدتِ أرخيتِ انطواءّكِ
لم يبالِ بالذنوبْ
و عرفتُ أنّ السرَّ
في هذا الرّسوبْ!
فتركتُ حلمَكِ سارحاً
و فرشتُ من وجدي دروبْ
و جعلتُ موطيءَ راحةٍ
إنْ شاءَ هجرُكِ
أنْ يتوبْ!
و دفنتُ بين رموشِ عينكِ
لوعتي و بها ندوبْ!
لم أرتوِ
هل أرتو
و العطرُ ترياقُ الخطوبْ؟
كلاّ حبيبتي
لم أرَ
منْ عطرِكِ السّاري مجيبْ!
فعلمتُ أنّ روايتي
سيقتْ إلى عدمٍ
قبيلَ وجودي في سَوقٍ وَجيبْ!
ودّعتُكِ
و دفنتُ في أعماقِ سرّكِ
كلّ طيبْ!