عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 19-09-2022, 11:57 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,945
افتراضي الحلقة التّاسعة من برنامجي من صميم الحياة. مرحلةُ المراهقة

مرحلةُ المراهقةِ


بقلم/ فؤاد زاديكى

الحلقة التّاسعة من برنامج

(من صميمِ الحياة)

مِمّا لا شَكّ فيه أنّ الإنسانَ يمرُّ بمراحلَ عمريّةٍ مختلفةٍ بدءًا من الولادةِ لغاية الموت, ولكلِّ مرحلةٍ من مراحلِ العمرِ هذه ظروفُها و أحوالُها و متطلّباتُها, كما لها موجباتُها وما تستلزمُه, ومرحلةُ المراهقةِ هي إحدى هذه المراحلِ التي تلعبُ دورًا خطيرًا للغايةِ في حياةِ الفتاةِ و الشابِّ, وقد تكونُ سببًا في انحرافِ البعضِ أو إصابتهم ببعضِ حالاتِ الإحباطِ والعُقَدِ النّفسيّةِ بسببِ فشلٍ ما بعلاقةٍ عاطفيّةٍ لأنّ الشّبابَ في هذهِ المرحلةِ من العمر يكونونَ على جانبٍ كبيرٍ من الشعور العاطفيّ الرّقيقِ والإحساس بالرّغبةِ تجاهَ الطّرفِ الثّاني.
أمّا متى تبدأ هذه المرحلةُ العمريّةُ, فهذا غيرُ محدّدٍ إذ يتوقّفُ ذلك على أمورٍ كثيرةٍ منها البيئةُ التي يعيشُ فيها الشّباب (الذكور و الإناث) وكذلك هي تختلفُ من شخصٍ لآخر, أمّا السنُّ التي يمكنُ أن تكونَ فهي ما بين سِنّ ال 13 عامًا إلى ال 25 عامًا, وهناكَ نوعٌ آخر من المراهقةِ قد يقعُ فيها الرّجال الذكور أكثر من النّساء وهي مراهقةُ كِبارِ السّنِّ وهي هنا لا تقفُ عند سنٍّ معيّنة ومتى وقعَ رجلٌ كبيرُ السنّ فيها فإنّ سلوكَه و تصرّفاتِه تصيرُ أقربَ إلى سلوكِ الصّبيانِ الصّغارِ فهو لا يعودُ قادرًا على التحكّم بمشاعرِه التي تسوقُه إلى حيث تدفعه الرّغبة دون حدودٍ أو موانعَ ولا يستطيعُ اتّخاذَ قراراتٍ سليمةً.
وتُعْرَف المراهقةُ في اللغةِ على أنّها الفترةُ الزّمنيّةُ التي تمتدُّ منَ البلوغِ وحتّى الدخولِ في سنّ الرّشدِ, أمّا البلوغُ فهو العمرُ الذي يتطوّرُ فيه الأطفالُ جسديّاً وعاطفيّاً، إذ ينتقلونَ من الطّفولةِ إلى مرحلةِ الشّبابِ، يقولُ خبراءُ علمِ الاجتماعِ :" يختلفُ السِنُّ الذي يبدأ به ظهورُ علاماتِ البلوغِ من طفلٍ لآخرَ، إلّا أنَّه في المُجملِ تبدأُ العلاماتُ بالظّهورِ لدى الفتياتِ من عمر 8-13 عاماً، وبمتوسّطِ عمرِ 11 عاماً، بينما تبدأ علاماتُ البلوغِ بالظّهورِ عند الذّكورِ من عمر 9-15عاماً، ويبلغُ متوسّطُ عمرِ البلوغِ لدى الذّكورِ 12 عاماً" أمّا سنُّ الرّشدِ فتقول عنهُ الويكيبيديا: " هو السّنُّ الذي إذا بلغَه الانسانُ يستطيعُ تحمّلَ مسؤوليّةِ نفسِهِ أمامَ القانونِ وتُتاحُ له حقوقُ الشَّخصِ الرّاشدِ مثلُ حقِّ الزّواجِ والإنجابِ والتّصويتِ في الانتخاباتِ وحقِّ حيازةِ رخصةِ قيادةِ المركباتِ. أغلبُ دولِ العالمِ تُحدِّدُ سِنَّ ال18 كَسِنِّ الشَّخصِ الرَّاشدِ في حينِ توجدُ دولٌ أخرى تُحدِّدُها بِسِنِّ 15 و16 و17 ودول أخرى تصلُ إلى 19 و20 و21 سنة".
يعيشُ المراهقُ هذهِ المرحلةَ الانتقاليّةَ غيرَ مستقِرِّ النّفسِ, بسببِ الضّغوطاتِ الكثيرةِ التي يتعرّض لها من الدّاخلِ و من الخارجِ تُسبِّبُ له عقباتٍ و عثراتٍ كثيرةً لكونِهِ يعيشُ حالةَ تقلّبٍ مزاجيٍّ و سلوكيٍّ في تصرّفاتِه وفي آرائهِ ومواقفِهِ, وبفعلِ هذه الأطورِ المختلفةِ قد تنحو سلوكيّةُ المراهقِ منحىً إيجابيًّا وقد تأتي بعكسِ ذلك فتنحو منحىً سلبيًّا, فيكونُ على الأغلبِ ثائرًا على كلِّ شيءٍ, الواقعِ, الأشخاصِ, المحيطِ الخ.... وتلعب التّربيةُ البيتيّة والتوعيةُ دورًا كبيرًا في حياةِ المراهقِ في هذهِ المرحلةِ الحسّاسةِ من العمرِ. أمّا أهمُّ سلوكيّاتِ المراهقِ وتصرّفاتِهِ فيمكنُ اختصارُها كعناوينَ اتّفقَ عليها أغلبُ المراقبين والمهتمّين بشأنِ المراهقِ فجمعُوها بالتّالي:
العداوةُ والانفعالُ – التّذبذبُ الإنفعاليُّ – الخوفُ – الحُبُّ – عدمُ التّوافقِ النّفسيّ – الصّراعاتُ الحاصلةُ من حولِه وبداخلِهِ – الغضبُ – العِنادُ – التشبّثُ بالرأيّ – الرّغبةُ في الشّعورِ بالاستقلاليّة الذّاتيّة لإثباتِ شخصِه – المُعاناةُ من أمورٍ كثيرةٍ – يُحِبُّ المراهقُ أنْ يكونَ المحورَ (المركز) الذي يدورُ كلُّ شيء حولَهُ.
ندعوكم أحبّاءنا أعضاءَ امبراطوريّةِ الإنسانِ الكونيّة لتغُوصوا معنا في بحرِ هذه التّجربةِ الحياتيّةِ متناولينها بالدّرسِ والتمحيصِ من مختلفِ الجوانبِ بحسبِ ما يراهُ كلٌّ من منظورِ فهمِهِ و ثقافتهِ و رؤيتِه الخاصّة, إذ أنّ كلًّا مِنّا مرّ بهذه المرحلةِ وعانى منها و فيها ما عاناهُ. سهرةٌ موفّقةٌ أتمناها للجميعِ و كالعادةِ فلكلِّ المشاركينَ بطاقةُ شكرٍ إضافةً إلى بطاقةِ شكرٍ خاصّةٍ ستكونُ مميّزةً عن غيرِها لصاحبِ أفضلِ مشاركةٍ أو مداخلةِ, بالتّوفيقِ لكم جميعًا.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس