شِعري
شعري منظومٌ على بحرِ السّليقةْ
إنّي معتادٌ على هذي الطريقةْ
لا أرى الأفكارَ تنمو إلاّ حينَ
- في رؤاها حرّةً - تحيا طليقةْ
دونَ قيدٍ أو شروطٍ أو حدودٍ
تنتقي الألفاظَ, تسعاها رشيقةْ.
كلُّ ما مِنْ شأنِهِ تقييدَ فكرٍ
أو خيالٍ عاملٌ عكسَ الحقيقةْ.
إنّ في الأشعار إحساساً جميلاً
دَعْهُ ينمو دون أجواءٍ مُعيقةْ
انطلقْ حرّاً و عالجْ ما تراهُ
مِن قضايا في رؤى نظمٍ وثيقةْ
في بحورِ الشّعر, في علمِ العروضِ
تكفي موسيقى فداعبْها عشيقةْ
لا تقلْ قطّعْ ببحرِ الشّعر نظماً
ذلكمْ إقصاءُ ألفاظٍ خَليقةْ
تشتهي لفظاً و لكنْ بحرُ شعرٍ
يقطعُ الأنفاسَ عنكَ في مُضيقةْ.
انطلقْ بالشّعرِ مُوحى مِنْ خيالٍ
مبدعٍ يختارُ ما تهوى الطريقةْ
ليس مِنْ تقديسِ في الشّعرِ التزاماً
لا فروضٍ في المعاييرِ الدقيقةْ
استمعْ للنظمِ تلقَ إنْ شواذٌ
مزعجٌ فيه و إنْ ضلّ الرّفيقةْ!
ثارتِ الأقلامُ, و اختارتْ هواها
من قوافي النظمِ لم تعثرْ بضيقةْ
إنّها استوفتْ شروطَ النظمِ جاءتْ
تنشدُ الإنعامَ من لُطفِ الصّديقةْ
تستوي نظماً حبيباً في مداها
تُطلقُ الإبداعَ أفكاراً رقيقةْ!