عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 19-01-2008, 10:23 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,934
افتراضي هذا هو التاريخُ. شعر: فؤاد زاديكه

هذا هو التاريخُ


هل أدركَ الجهلاءُ أينَ المغنمُ
في ما يلاقي الناسُ ما يتقدّمُ؟

جمعوا غباءَ الكونِ في أفكارهم
فهوتْ عقولٌ في ظلامٍ يُسئمُ

أأقولُ انتبهوا و قد ضلّوا هدىً
أو أخطأوا التاريخَ لم يتفهّموا

حكماً و لا أشياءَ أدركوا علمَها
فعلى غباءِ الإرثِ صارَ توحّمُ؟

هتكوا خدورَ الخيرِ زاد غرامُهم
ولعاً بنزفِ دماءِ مَنْ لا يُسلِمُ

فرضوا منَ الأحكامِ أبشعَ جزيةٍ
و سطوا على الأقوامِ يدفعهمْ دمُ.

هذا هو التاريخُ هذي أسودُهم
أوباشُ قد فتكوا اعتداءً أعدموا

هذا سجلّهمُ فتابعْ ما بهِ
تلقى المصيبةَ في أذىً يتضخّمُ

يعنونَ أنّ الفتحَ ليس رديفُهُ
معنى احتلالٍ بل وجوبُهُ يعظمُ!

و لهمْ وقائعُ لو أزحتَ غبارَها
عنها لبانَ الحقُّ يصرخُ يُعلمُ

عنهم بما جاءوه من ظلمِ الورى
ظلمٍ تسلّطَ قاتلاً لا يرحمُ.

كذبَ الذينَ بمغرياتٍ جمّلوا
شكلاً و مضموناً فكلّهُ مؤلمُ

فيمَ تُسمّى الحربُ فتحاً عندكمْ
فيما حروبُ الغيرِ ظلماً تُفهمُ؟

مهما تفلسفَ فاتحٌ في ما ادّعى
فالغزو الاستعمارُ فيه معلّمُ

ردّوا عنِ العينينِ وهمَ ضلالةٍ
فمساوئُ الأسلافِ حجمُها يعظمُ

مَنْ يفتحِ البلدانَ يضربُ سيفَهُ
مهما امتدحتَ الوصفَ فهوَ مُجرّمُ

فتكوا بقومٍ صالحينَ يجرّهمْ
عطشٌ لقتلِ النفسِ لم يترحّموا

أو يرحموا فالقتلُ مهنةُ مجرمٍ
متوحّشٍ و الدينُ يفتي و يعدمُ!

هذي الفعالُ و غيرُها من طبعهمْ
كانت و ظلّتْ و هي نهجٌ مسلمُ

كفّوا عنِ التخريفِ ليس يفيدكم
يهدي التعقّلُ و السّلامةُ أسلمُ

(شارونُ) أجرمَ مثل (عمروٍ)(خالدٍ)
أو مثلَ (طارقَ) ما فروقٌ تحكمُ

هذا استباحَ و ذاك أيضاً مثله
لا فرقَ و التقتيلُ أبدعَ يُلهمُ

قولوا الحقيقةَ في شجاعةِ ناقدٍ
لا تكذبوا فالكاذبونَ توهّموا

كفّرتمُ بالخلقِ دونَ تردّدٍ
أغراكمُ التمييزُ لم تتعلّموا

كلّ الأمورِ تحلّلتْ لديانةٍ
و على دياناتٍ تراها تُحرَّمُ

عيشوا حياةَ العصرِ وعياً نافذاً
و استلهموا الأنوارَ لا تتهجّموا

فاللهُ يدركُ شأنّه لا أنتمُ
تأتونَ بالأحكامِ فيما يجرّمُ.

فئةٌ إلى جنّاتٍ خلدٍ سقتمُ

و الآخرينَ إلى جهنّمَ قُدّموا

هذا التخبّصُ و الهراءُ سخافةٌ
هذا التفلسفُ و الدعاءُ مقزّمُ!

عودوا إلى رشدٍ و حكمةِ عاقلٍ
لا تقذفوا الأديانَ سوءةَ تشتمُ.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس