قِفْ للمعلّمِ
قِفْ للمعلّمِ وَفّهِ التقتيلَ
و اجعلْ نهارَهُ مظلماً و ثقيلا.
قد شاءَ يطردُ جهلنا مُستعرضاً
علماً و نهجاً بيّناً و دليلا.
إنّ اقتناعنا بالجهالةِ واقعٌ
لن نقبلَ التغييرَ و التبديلَ.
قِفْ للمعلّمِ صافعاً وجهاً لهُ
و اجعلْهُ ينزفُ أنّةً و عويلا
لا ترتكبْ إثماً بمدحِكَ جَهدهِ
لا تأتهِ التكريمَ و التبجيلَ
لا تستمعْ لنداءِ نصحِهِ و انتفِضْ
في وجهِ حكمتِهِ. أغِظْهُ طويلا!
كيف الجهالةُ لو مضتْ نحيا بلا
جهلٍ يُقَطّعُ حيلَنا تنكيلا؟
إنّ المعلّمَ و العلومَ عدوّنا
لا نأتي أيدي معلّما تقبيلا.
اُغربْ عن التعليمِ لسنا بحاجةٍ
إنّا سنأتي جهودَكَ التكبيلَ
نحن افتخارُنا بالجهالةِ أمِّنا
و أبونا ظلمٌ قد أحبّ حلولا.
قُمْ للمعلّمِ ناكراً أفضالَهُ
و مُخَرّباً أشغالَهُ تعطيلا.
إنّ الكرامةَ لا تريدُ تحرّراً
و تنوّراً و تألقاً و جميلا
نَمْ في الجهالةِ مُغرما بتوهّمٍ
فيه السّعادةُ و هي تشفي غليلا
هيّا انحني يا مَنْ تُسمّى عالماً
و اركعْ لجهلِنا كي تعيشَ جَهولا!