أينَ الحضارةُ؟
ارأفْ بنفسكَ يا إنسانُ و انتصبِ
و انظرْ مثيلك مِنْ قومٍ و مِنْ نُجُبِ
فاقَ التخيّلَ ما إبداعُهم رفعَ
مِن عزّةِ العلمِ في شأنٍ و في رُتَبِ
لا زلتَ تغفو على الأطلالِ منتعشاً
تشدو المناقبَ في أصلٍ و في نسَبِ
لا تسعى جهداً إلى التغييرِ منهزماً
منْ شدّةِ الخوفِ و الأوجاعِ و الكربِ!
تشقى بهذا الذي لا يُرتجى أملٌ
أينَ الترجّي و منكَ العقلُ في خَرِبِ؟
الغربُ يركبُ متنَ العلمِ منتصراً
و العُرْبُ تركبُ ظهرَ البغلِ للحطبِ!
أينَ الحضارةُ و التاريخُ هل نضبا؟
أم كان ضرباً من التزويرِ و الكذبِ؟
رمّمْ عقولاَ غدتْ في نومها أبداً
تجترّ حلمها في أوهامِ منتَحِبِ
أيقظْ ضميرَكَ و احقنْ حسّكَ النّتنَ
من بعضِ طيبٍ و مِنْ عُرْفٍ و مِنْ أدبِ
فالنّاسُ ملّتْ هراءَ القولِ و انفجرتْ
تستهجنُ الخزيَ و التخريفَ في غضبِ
أفكارُ جهلٍ على جهلٍ يورّثها
يا أمّةَ الجهلِ زيدي الجهلَ في طربِ
يا أمّةَ الماضي إنّ الماضي مرتحِلٌ
يا أمّةَ الظلمِ عيشي الظلمَ و انتحبِ!