بَوحُ القوافي
أطلتُ العشقَ في بَوحِ القوافي
فكانَ العذبُ من عشقي و صافي
و قد أسقيتُ روضَ الوجدِ طلاًّ
منَ الإغراءِ في أشهى مَطافِ
طويتُ لذّةَ التأثيرِ فيهِ
فكنتُ الصّبَّ في عزفِ اعترافي
بسطتُ من عبيرِ النظمِ سحراً
و أشجاناً تهادتْ في الفيافي
و هبّتْ من طموحِ الشّعرِ نجوى
تغنّي وَلهى آياتِ العفافِ
نسيمُ الشّوقِ عُرْفٌ من مزاجي
كزهرِ الطيبِ ليناً في انعطافِ
تجلّى النظمُ يروي صافياتٍ
حسانَ الخدّ في رَشفِ السّلافِ
و لو شاءتْ بحورُ الهمسِ سعياً
إلى هذا المحيطِ المُستضافِ
فليسَ عندي من خوفٍ عليه
فعندي المسكُ ما سمُّ الزّعافِ
نصيرُ الحقّ شعري غير خافٍ
على مَنْ جاء يستهدي بوافي
إذا هبّتْ رياحُ العصفِ يوماً
تشاءُ تحدياً عندَ الخلافِ
ففي تعبيرِهِ حسنُ المرامِ
و في توجيهه عذبُ القِطافِ
حثيثُ الخطوِ لكنْ في ثباتٍ
رصينٍ عارفٍ. ما هذا خافي!
سبيلُ النقدِ أهواهُ انتصاراً
لروحِ العلمِ لا الحقدِ المُنافي
لأخلاقِ المروءةِ في احتقانٍ
رديءِ الحكمِ مجنونٍ يجافي
سبيلي واضحٌ لا لَبسَ فيهِ
فلا تشمخْ كمغرورٍ و غافِي
نسيمُ الوِدّ عندي في هبوبٍ
فلا تأتي رياحاً في سَوافي!