نحنُ و الزَّمانُ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى
هُنَا يَقِفُ الزّمَانُ كَمَا أرَدْنَا ... فَمَا عَمَّا بِرُوحِهِ اِبْتَعَدْنَا
كَمَا شِئْنَا قَضَى قَدَرٌ مَصِيرًا ... على ربِّ الخَلِيْقَةِ اِعْتَمَدْنَا
هُنَا كَتَبَ الزَّمَانُ حُرُوفَ سِفْرٍ ... وَ ذَا نَظْمُ الحُرُوفِ بِهِ وُعِدْنَا
نُدَوِّنُ لِلقصائِدِ مُبْتَغَاهَا ... و مِمَّا في فَرَائِدِهَا حَصَدْنَا
نُعِيدُ تَوَجُّهًا بِرُؤَى الأمانِي ... و مَا لِغَيرِ إلَهِهَا أبَدًا سَجَدْنَا
نُسَامِرُهَا على نَغَمٍ رَشِيقٍ ... نُعِيدُ صِيَاغةً و بِهَا وَجَدْنَا
مَبَاهِجَ فَرْحَةٍ رَسَمَتْ خُطُوطًا ... لِمُتْعَتِهَا و مَا عَنْهَا شَرَدْنَا
هُنَا وَ هُنَا تَرَكْنَا لَهَا مَجَالًا ... لِتُطْلِقَ مُرْتَجًى مِنْهَا قَصَدْنَا
نُدَوِّنُهَا لِتَشْمَخَ في عَطَاءٍ ... و تَخْلُدَ لِلسَّكِينَةِ, مَا خَلُدْنَا
نُحَرِّكُ سَاكِنًا لِبُلُوغِ قَصْدٍ ... بِوَقْعِ مَشَاعِرٍ و بِهَا صَمَدْنَا
نُوَاجِهُ ما يُعِيقُهَا في تَحَدٍّ ... إذا فَشِلَتْ بِمُجْمَلِهَا أَعَدْنَا
هُنَا يَقِفُ الزّمَانُ عَلى حُدُودٍ ... نُجَدِّدُهَا, نُحَقِّقُ مَا أرَدْنَا.