أصبحَ الإنسانُ وحشاً
ما عدنا نعلمُ ماذا الحلُّ؟ ما الحرمُ؟
أو أينَ خيرٌ و أينَ الشرُّ و الورمُ
قد غابَ عقلٌ من الإنسانِ فاتّجهَ
صوبَ الرذيلةِ يشدوها و ينسجمُ
إذْ صار وحشاً رهيباً في تظلّمهِ
لا يألو جهداً مع التقتيلِ يلتحمُ
يحتالُ حيناً و حيناً يشتهي طمعاً
و القلبُ يعملُ في سمعٍ به صممُ
فالحبُّ ماتَ, و ماتتْ كلُّ فاضلةٍ
فانهارَ حصنٌ من الأخلاقِ يرتطمُ
لو أنتَ تسمعُ ما يجري و ما يقعُ
من واقعِ العنفِ لاستولى سطا ندمُ
ما شاءَ ربّي إلهُ الكونِ يخلقنا
في وجهِ حسنٍ لنأتي اليومَ ننتقمُ
من صنعة الله للإنسانِ نجحدُها
فنجرعُ الهمَّ, يسقي نفسَنا الألمُ
و الغدرُ أمسى سلاحَ البعضِ لا يقفُ
فانتابَ خوفٌ و زالَ الأمنُ و السّلَمُ
و الجهلُ أعلى مقامَ الظلمِ كرّمَهُ
قومٌ تجنّوا على إخوانهمْ, ظلموا!