طيفُ الغزال
كلامٌ يا عزيزي كاللآلي
بِحُسنِ النظمِ في حُسنِ المقالِ
كَزَفٍّ للتهاني و الأماني
بفيضِ العَذبِ مِنْ نبعِ المنالِ
كلامٌ منطقيٌّ ذاتُ معنىً
و أسبابٍ تهادتٍ في جلالِ
بأمثالٍ و أحكامٍ و علمٍ
غزيرٍ نافعٍ في كلِّ حالِ
أبانَ النورَ عنْ ظلمِ الظلامِ
و وجهَ الخيرِ مِنْ شرِّ الضلالِ
قريضٌ تنتشي الأسماعُ عشقاً
بإيقاعاتِ أحلامِ الخيالِ
خيالٌ غيرُ خالٍ مِنْ يقينٍ
يقينٌ واقعيٌّ ذو جمالِ
و ما هذا بخافٍ عن شعورٍ
أراد البَوحَ في صمتِ الليالي
يعبُّ الخمرَ مِنْ كأسِ القوافي
و مِنْ نظمٍ تغنّى بالغزالِ
فهذي ظبيةٌ أرختْ دلالاً
حبيباً ساحراً ليستْ تُبالي
بما في داخلي مِنْ شجوِ نفسٍ
و ما في خارجي, كانتْ تُغالي
بغَنجٍ ساحرٍ مِنْ دونِ إذنٍ
أصابتْ لُبَّ عقلي بالعُضالِ
و أبقتني أسيرَ السّحرِ أغفو
و لا أسعى خَلاصاً مِنْ عِقالي
و ما أنْ غابَ طيفٌ عن عيوني
لهذا الظبي حتّى ساءَ حالي
كأنّ الدنيا آلتْ للزوالِ
و أنّ العقلَ أغشى بالخَبَالِ.