الحالمُ بالإمارة
تصوّرتُ بأنّي صرتُ يوماً
أميراً, أملكُ المالَ الوفيرَ
ملكتُ مِنْ حقولِ النفطِ ألفاً
و خدّاماً, فأصبحتُ شهيرا.
جمعتُ مِنْ حِسانِ الشّرقِ جمعاً,
و شقراواتِ أوروبّة كثيرا.
حصدتُ لذّةً من كلّ نوعٍ
و صنفٍ, لم أدعْ إلاّ الصّغيرَ.
سرقتُ كلَّ أملاكي و مالي
مِنَ الشّعبِ الذي عانى المريرَ
فأملاكي و أموالي حرامٌ,
و ما مِنْ صحوةٍ تأتي ضميرَا.
سلوكي مُستَمَدٌّ مِنْ نفوذي
و حكمي ظالمٌ يأتي الحقيرَ
و قلبي مُغلَقٌ, لا يحوي حبّاً
و عقلي يحيا مشلولاً ضريرا
فلا إحساسَ عندي بالفقيرِ,
و كم حقّرتُ مخلوقاً فقيرا
لكوني فوقَ كلّ الناسِ, عندي
نفوذٌ, سطوةٌ تأتي زئيرا
و إنّي بالذي عندي فخورٌ,
قويُّ القلبِ لا أخشى القديرَ.
ليالي العشقِ لم أتركْ هواها.
متى بالغتُ, لا تأتي صفيرا!