أرى الإشراقَ مِنْ أنثى جمالِ
تجلّى رائعاً عندَ الدلالِ
أذابتْ أحرفي, زادَ اشتعالي
"ألا تخشى وقوعاً في هواها؟"
سألتُ القلبَ, لم يعبأ بحالِي.
أردتُ الخوضَ في بحرِ انتشاءٍ
لذيذِ الشّعرِ سعياً للوصالِ
و حقِّ الخالقِ المُحيي شعوري,
إله العزِّ ربّي ذي الجلالِ
لها ما ليسَ في أخرى أراهُ
بسحرٍ فاقَ ما عندَ الغزالِ
لها عينا صفاءٍ لا ابتداءٌ
و لا تلقى انتهاءًا, فاللآلي
أفاضَ النورَ في عمقٍ صفا لِي
و ما في القدِّ من لينٍ رقيقٍ
عَطوفِ المَيلِ في بُعدِ المنالِ
فككتُ قيدَ إعجابي انطلاقاً
عزمتُ البوحَ من غيرِ اختزالِ
فزادَ العشقُ إيغالاً بقلبي
و صارَ الوصفُ يَرقى للخِصالِ
و إصراراً على تَعتيرِ حالِي
رجوتُ اللينَ منها أنْ يُداري
جنوني و اختلالي و اعتمالي
بحورُ الحسنِ زادتْ مِنْ يديها
عطاءًا فاضَ بالسّحرِ الحلالِ
و كنتُ الخاسرَ المطعونَ منها
أذلّتْ مَنعتي, زادتْ شقائي
و لم ينفعْ مقامٌ مِنْ مقالي
و لا أشعارُ قلبي حينَ فاضتْ
دموعَ اليأسِ ترثي سوءَ حالِ
لذا آثرتُ وأدَ العشقِ حالاً
كما قرّرتُ إعلانَ ارتحالي.