أنتَ يا ربّي مُعيني
أنتَ يا ربّي مُعيني
ملجأي في كلّ حينِ
قد جبلتَ الكونَ خلقاً
من أديمِ الأرضِ طينِ
واهباً بالنّفخِ فيه
روحَ إبداعٍ ثمينِ
فانتشى حبّاً و خيراً
و ارتقى حرّ الجبينِ.
لسنا ندري أينَ كانَ؟
إنّهُ رمزٌ يُريني
أنّني المخلوقُ و هوَ
خالقي دون الظّنونِ!
هذا لا يعني بأنّي
أقفزُ فوقَ اليقينِ
بل أنا أُبدي شعوراً
واعياً في حسنِ لينِ.
إنّه ربّي الرّحيمُ
كان من ملء السّنينِ!
شاءَ يعطينا الحياةَ
في بديعٍ من سكونِ
كوّنَ العقلَ المنيرَ
صورةَ الرّفق الحنونِ
ثمّ أعطى الخلقَ اسماً
رائعاً عذبَ الحنينِ
ذائباً فيه رشيقاً
كان في عزٍّ حصينِ
و ابتدا الشّيطانُ يخطو
خطوةً نحو الكمينِ
غافلَ الإنسانَ وعدٌ
منهُ في حلوٍ لعينِ
أعملَ في الكونِ شرْخاً
هائلاً ثرَّ الجنونِ.
لم تشأ ربّي عذاباً
و انتقاماً في مهينِ
بل منحتَ النّاسَ وقتاً
كي تعي في مُستبينِ
تفهمَ الدّنيا و تأتي
الرّشدَ في هديٍ مبينِ
تلعنَ الشّيطانَ ألفاً
قبل إخفاقٍ حزينِ.
إنّني عبدٌ ضعيفٌ
أرجو لطفاً أن تقيني!
من ضلالِ النّفس فيه
من غواياتِ اللّعينِ
عندَ إغراءٍ شهيٍّ
زِدني من عزمٍ متينِ.
إنّني يا ربّي تبتُ
توبةَ النّصحِ الأمينِ
جئتُ محتاجاً إليكَ
أنتَ تدري ما شجوني!