مَعبدُ الأنثى
قُلْ للأنوثةِ يا مَن شئتَ تُنشِدُها
لحناً تسربلَ بالآياتِ يعضدُها
إنّ المقاصدَ و الأغراضَ ما خُلِقتْ
إلاّ لتشهدَ أنّ السّحرَ يعقدُها
لِيناً تباركَ ربُّ اللينِ, أدركها
سرّاً يُخلِّدُ ما فيها, يُجَسّدُها.
قُلْ للنعومةِ هذا الفيضُ أنعشنا
عشقاً تناغمَ و الأوتارُ ترفِدُها
نَبضاً يُحَرّكُ ما فيها, يلاعبُها
و الفكرُ يرسمُ لوحاتٍ تُخَلِّدُها.
قُلْ للأنوثةِ أيّ الوجدِ تحسدُهُ
و الكونُ كلُّهُ بالمجموعِ يحسِدُها؟
أُنْظُرْ بقلبِكَ ذا الإغراءَ مُنتَعِشاً
و النفسُ تعقدُ آمالاً تُجَدِّدُها
إنّ الأنوثةَ في أفياءِ نعمتِها
بحرُ النعومةِ أمواجاً يُهَدهِدُها.
عاينْ جمالَها, فالأوصافُ عاجزةٌ
عمّا يفسّرُ ما فيها, فَمرْقَدُها
أضنى و أعجزَ مَن إبداعُهُ اخترقَ
حدّ البلاغةِ و الإعجازِ يقصدُها.
هذي الأنوثةُ قد صارت لتُسعِدَنا,
هيّا نباركُ للأنثى و نسعِدُها
لولا نعومةُ ما فيها و ما حملتْ
من طيبِ عُرفِها, ما جئنا نُمَجِدُها
طيبٌ تمثّلَ في أمٍّ لنا سَنَدٌ
و الأمُّ أعذبُ موسيقا نردّدُها.
لولا النعومةُ في الأنثى لما خَلُدَ
عبرَ المراحلِ و التاريخِ مَعبَدُها.
هيّا نُؤكِدُ إنّا في ممارسةٍ
نبقى الأحبّةَ في صدقٍ, نعاهِدُها.