عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-10-2007, 08:36 PM
غريب غريب غير متواجد حالياً
Power-User
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
المشاركات: 185
افتراضي قالوا تراب آزخ رجل

قالوا تراب آزخ رجل

نسمع كثيرا من آل آزخ بأن تراب آزخ هو رجل.
هنا نتوقف عند كلمة رجل...
ما المقصود منها؟... اذا قلنا تراب آزخ رجل.... عزيزي القاريء تحية لك من موسى لحدو عبدي غريب. أحب أن أبين لاخي القاريء معنى رجولة التراب كما فهمت انا شخصيا من والدي الذي كان شاهد عيَان في آزخ منذ عام 1915 .
كان عمر والدي آنذاك 14_13 عام وكما سمعت من رجال كبار السن عندما كانوا يجتمعون في غرفة والدي الكبيرة يوم كان بيتنا في ديريك الحارة القديمة (ديركة العتيقة) مجاور كنيسة العذراء وكان الرجال منهم من رأى مجازر طور عابدين ومنهم من لم يرَ بل كان طفل في بدء شبابه وقد سمع من والديه القصص والقصص التي تشبه الى حد ما افلام اليوم وافلام ليالي شامية وافلام باب الحارة ولا بل افلام لها جذور. وكانت هوايتي منذ كان عمري 12_13 عام استمع الى قصص التاريخ القديم الذي مر به آباؤنا و اجدادنا وكبرت وانا اسمع تلك القصص من افواه من كانو ابناء آزخ.
آزخ التاريخ آزخ البطولات آزخ الصمود و آزخ الجميلة.
ومن اسئلتي الكثيرة فهمت ما فهمت و هو الكثير و الكثير عما جرى في آزخ وكيف كان يعيش الشعب الآزخي ما قبل الفرمان المروّع 1915 وحتى نزوح قسم كبير من آزخ الى المالكية و قامشلي السورية و لبنان وحسكة و حتى منهم الى فرنسا و القدس و الاردن و العراق والى آخره.
هنا نرجع الى عنوان الصفحة تراب آزخ رجل
تقع آزخ خلف جبل يدعى جبل العَلَمْ من شرقها وجنوبها تلان يقال لهما دوكره (كلمة كردية) معناها التلان و هما متجاوران ليسا على علو شامخ بل هما مساحة كبيرة وارض وعرة ويوجد فيها دير يدعى ديرمار إيشعيا فيها مقبرة لأهالي آزخ وفي شمال آزخ كانت توجد كروم العنب إذا وقفنا في ديريك ونظرنا باتجاه الغرب سنرى الجبل الذي تقع خلفه آزخ والكروم وجبل العَلَمْ والدوكره يبان من ديريك بشكل جيد. عندما كان الآزخي يسير في الجبال الوعرة ليل نهار بحثاً عن الرعي وفي الكروم والاراضي الوعرة مأوى الضباع وكثرة الافاعي والعمل اليومي الشاق جداً من فلاحة الكروم بالشوكة (مَرْ) او كريك ( معول الفلاحة اليدوية) عاش حياة متعبة كلها فلاحة في الثيران و الحصاد وجمع مونة الطعام للشتاء من بقول الجبال واشجار البلوط و البطم (كازوان) والسماق و انواع التين و الزبيب وتجفيف البطيخ الاصفر و صنع الدبس من العنب و النبيذ وكل السنة حياته عمل شاق بدون راحة ليل مع نهار وهذا ما جعل جسمه يقوى وتتكون لدى الشعب الآزخي اجساد سليمة خالية من الامراض لان غذائهم الطبيعي من لحوم الحيوانات الكثيرة والعسل البري والخبز المتعدد الانواع من البقول لم يكن فقط خبز القمح بل كان يتكون من عدة انواع من البقوليات كما ذكرنا, و هي تلك التي كانوا يجمعونها من الجبال المجاورة لآزخ مثل النمل المتواصل العمل وكانت عقولهم تتميز عن باقي القرى المجاورة من حيث القوةالتركيزية و التفكيرو لم يعرف احدهم الخوف لان طبيعتهم جعلت لهم قوة قلب كبيرة. وكثير ما كان آل آزخ في سهراتهم ايام العطل الدينية مثل ايام الاحاد و الاعياد القومية او سهراتهم آنذاك و حيث لم يكن بعد قد وجد الراديو ولا التلفاز (على الأقل لم يصل إليهم) فإنهم كانوا يقضون اوقات فراغهم في رواية قصص مروعة مثل قصص الجن و الضباع و النمور وكثرة الافاعي الكبيرة آنذاك لسبب الاراضي كلها بور لم تنفلح بعد مثل هذا اليوم بالآت الحديثة وكثرة الغابات والاحراش ونقيق الضفادع ليلا في بيرمة آزخ (البيرمة اسم مستنقع كبير) في الصيف يقل ماءه وفي الشتاء شبه بحرة قطرها حوالي 300 متر وهكذا كان يترعرع الاولاد مع هذا الوضع فيصير عندهم مناعة من الخوف لانهم عاشوا في هذه الاجواء و كبروا مع الوضع فتعلموا من ماذا اخاف إذاً؟ ايضا من يقاومني يخاف! إذاً انا يجب ان لا اخاف وكل من يقول انا بن فلان كي انتصر على كل عدو سواء اكان عدواً انسانيا ام حيوانيا ومهما كان نوع العدو فإذا هاجم الآزخي مثلا ضبع ما, فإنه لم يكن يخاف بل كان يقاوم أذا ضربه بحجر بضربة قوية بمعنى اقاوم القوة القادمة فيتغلب على القوة و تضعف القوة المهاجمة فيصبح هو الاقوى وهكذا تعلموا جبروت المقاومة والدفاع عن النفس و عدم الاستسلام وعدم الرضوخ للتنازل عن حقوقهم الشرعية... مثلا إذا فوجئوا بغزوات فمهما كانت قوتها كانوا يقاومونا ويقاتلون كما ورثو السوابق من الاجداد و الاجداد و الاجداد سبعة مرات ولم يقبلو الاستسلام و لم يخافوا من الكثرة ولا القوة. هذا هو قوة تراب آزخ .
عزيزي القاريء إذاً الصحة و القوة و الايمان في وجود آزخ الوراثي هو القوة وليس التراب القوي او الرجل .




موسى لحدو غريب

التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 10-10-2007 الساعة 09:11 PM
رد مع اقتباس